س 4 / هل قالت فرقةٌ من فرق الشيعة بأنَّ جبريلَ -عليه السلام- قد غلطَ في إنزاله الوحي؟

س 4 / هل قالت فرقةٌ من فرق الشيعة بأنَّ جبريلَ -عليه السلام- قد غلطَ في إنزاله الوحي؟

ج/نعم!! فقد قالت الغرابية: (محمدٌ بعليٍّ أشبه من الغراب بالغراب، والذباب بالذباب، فبعثَ اللهُ جبرئيل -عليه السلام- إلى عليٍّ -عليه السلام-، فغلطَ جبرئيل في تبليغ الرسالة من عليٍّ إلى محمدٍ، ويلعنون صاحب الريش جبرئيل -عليه السلام-)[44]. تعليق مهم: هل هناكَ فرقٌ بينَ مقالةِ الغرابية وبينَ مقالةِ شيوخ الاثنى عشرية فيما افتراه شيخُهُم الكلينيُّ أنَّ رجلاً سَأَل أبا جعفر رحمه الله فقال: (وما يكفيهم القرآنُ؟ قال: بلى إنْ وَجَدُوا له مُفسِّراً. قال: وما فَسَّرَه رسولُ الله صلَّى الله عليه وآله؟ قال: بلى قد فسَّره لرجلٍ واحدٍ، وفَسَّر للأُمَّةِ شأَنَ ذلكَ الرَّجُلِ، وهو عليُّ بنُ أبي طالبٍ -عليه السلام-)[45]. ولهذا سمَّى شيوخُ الشيعة القرآن: بالقرآن الصامت، والإمام: بالقرآن الناطق؟! افترى شيوخهم على عليٍّ -رضي الله عنه- أنه قال - وحاشاه -: (هذا كتابُ الله الصامتُ، وأنا كتابُ الله الناطقُ)[46]. وافترى شيخهم العيَّاشي: (عن أبي بصيرٍ في قول الله: {فٱلذين ءامنوا به وعزروه ونصروه وٱتبعوا ٱلنور ٱلذيٓ أنزل معهٓ}، قال أبو جعفر -عليه السلام-: {ٱلنُّورَ} عليٌّ -عليه السلام-)[47]. تعارض: افتروا: (عن أبي خالد الكابلي قــال: سألتُ أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزَّ وجلَّ: {فٔامنوا بٱلله ورسوله وٱلنور ٱلذيٓ أنزلۡناۚ}، فقال: يا أبا خالدٍ: النورُ واللهِ الأئمةُ من آلِ محمدٍ صلَّى الله عليه وآله إلى يومِ القيامةِ، وهم واللهِ نورُ الله الذي أَنزلَ)[48]. التعليق: إنَّ الاثنى عشرية أَعطَوا أميرَ المؤمنينَ علياً -رضي الله عنه- الرسالةَ بدون دعوى الغلَط. والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلزُّبُرِۗ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِمۡ وَلَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ٤٤﴾ [سورة النحل 44]، وأتركُ لكَ أيها القارئُ تدبُّرَ الباقي؟! ج/ نعم، وهم كثيرٌ!! وهذه المقالة مبنيةٌ على اعتقادهم بأنَّ الإمامَ هو قيِّمُ القرآن وهو القرآنُ الناطق. وأنَّ أئمتهم: (خَزَنةُ علمِ اللهِ، وعَيْبةُ وحي اللهِ، وأهل دين الله، وعلينا نزل كتاب الله، وبنا عُبدَ الله، ولولانا ما عُرفَ الله)[51]. وفي روايةٍ: (وما يُدْرَكُ ما عندَ اللهِ إلاَّ بنا)[53]. التعليق: بناءاً على ذلك: فإنَّ مسألةَ تخصيص عامِّ القرآن الكريم، أو تقييد مطلقه، أو نسخه عند شيوخ الشيعة، هي مسألةٌ لَم تنته بوفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لأنَّ النصَ النبوي، والتشريع الإلهي استمرَّ في اعتقادهم... الخ. فعلماءُ الشيعةِ يَعتقدون كما قال شيخُهم محمد المازندراني: (إنَّ حديثَ كلّ واحدٍ من الأئمةِ الطاهرينَ قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ، ولا اختلافَ في أقوالهم كما لا اختلافَ في قوله تعالى، وجه الاتحاد ظاهر لمن له عقل سليم، وطبع مستقيم)[54]. وقال أيضاً: (فإن قلتَ: فعلى هذا يَجوزُ مَن سَمعَ حديثاً عن أبي عبد الله -عليه السلام- أن يَرويه عن أبيه، أو عن أحدٍ من أجداده، بل يَجوزُ أن يقولَ: قال الله تعالى؟ قلتُ: هذا حكمٌ آخر غير مستفادٍ من هذا الحديث، نعم، يُستفادُ مما ذكرَ سابقاً من رواية أبي بصير، ورواية جميل عن أبي عبد الله -عليه السلام- جواز ذلك بل أوْلَويِّتُه)[55]. وقد بوَّب شيخُهم الكلينيُّ: (بابُ التفويضِ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى الأئمةِ عليهم السلام في أمرِ الدينِ)[56]. أصل الشيعة وأصولها ص81 (تمهيد وتوطئة). التعليق: المتأمِّلُ لهذه المقالةِ، والمحلِّلُ لأبعادها، يُدركُ أن الهدفَ منها هو: تبديلُ دين الإسلام، وتغيير شريعة سيدِ الأنام -صلى الله عليه وسلم-، من قِبَلِ شيوخ الشيعةِ، أو مِن بعضهم، أو مِن جَهَـلَتهم، أو.. أو.. أو...؟ تقدم تخريجه ص30. ولماذا لا يأخذون بما رووه عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وعن الأئمة أنهم قالوا: (إذا جاءكم عنَّا حديثان فاعرضوهما على كتابِ اللهِ، فما وافقَ كتابَ الله فخذوه، وما خالفه فاطرحوه)[57]. بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين 1/138 ح3 (باب في الأئمة وأنهم حجة الله، وباب الله، وولاة أمر الله، ووجه الله الذي يُؤتى منه، وجنب الله، وعين الله، وخزنة علمه جلَّ جلاله وعمَّ نواله) لأبي جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار ت290، أصول الكافي 1/138 ح1 (باب أن الأئمة ع ولاة أمر الله وخزنة علمه). وليتذكَّروا قولَ الله تباركَ وتعالى: ﴿يَوۡمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يَٰلَيۡتَنَآ أَطَعۡنَا ٱللَّهَ وَأَطَعۡنَا ٱلرَّسُولَا۠ ﴿66﴾ وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعۡنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠ ﴿67﴾} [سورة الأحزاب 66-67]. البلد الأمين والدرع الحصين ص418 (الزيارة الجامعة) لإبراهيم الكفعمي ت900، مستدرك الوسائل 10/404 رقم الحديث العام 12262 الرقم الخاص 5 (باب نوادر ما يتعلق بالمزار). ج/ أولاً: يعتقدُ شيوخُ الشيعةِ أنَّ للقرآن معاني باطنة تُخالفُ الظاهر: ولهذا يفترون على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وعلى عليٍّ -رضي الله عنه- أنهما قالا - وحاشاهما -: (إنَّ للقرآن ظهراً وبطناً)[58]. إنَّ الدافعَ لعلماءِ الشيعةِ لهذا الاعتقادِ هو: أنَّ كتابَ الله تعالى خَلاَ من ذكر أئمتهم الاثني عشر، ومن النصِّ على أعدائهم صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا الأمر أقضَّ مَضاجعَ شيوخ الشيعة، وأفسدَ عليهم أمرَهُم، وهم مَعَ ذلكَ قد صرَّحوا بأنَّ القرآنَ قد خَلاَ من ذكر أئمتهم، فافترى شيخهم العيَّاشي: (عن أبي عبد الله -عليه السلام- قال: لو قد قُرءَ القرآنُ كما أُنزلَ لألفيتنا فيه مُسَّمين)[59]، وانظر هداني اللهُ تعالى وإياكَ سَواءَ السبيل: ثمَّ طاشت تقديرات شيوخ المذهب الشيعي فقالوا: (إنَّ من أبين الأشياء وأظهرها، وأوضح الأمور وأشهرها: أنَّ لكلِّ آية من كلام الله المجيد، وكل فقرة من كتاب الله الحميد: ظهراً وبطناً، وتفسيراً وتأويلاً، بل لكلِّ واحدةٍ منها كما يَظهرُ من الأخبار المستفيضةِ: سبعة بطونٍ، وسبعون بطناً. ثانياً: يعتقدون بأنَّ جُلَّ القرآن نزلَ فيهم وفي أعدائهم من الصحابة -رضي الله عنهم-: يقولُ شيخهم الفيض الكاشاني: (جُـلُّ القـرآن: إنما نـزل فيهم، وفي أوليـائهم، وأعـدائـهم)[62]. بل زعمَ شيخهم هاشم بن سليمان البحراني الكتكاني «ت 1107» بأنَّ عليَّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- ذُكرَ وحده في القرآن «1154 مرَّة»!؟ وألَّفَ كتاباً سمَّاه: (اللوامع النورانية في أسماء عليٍّ -عليه السلام- وأهل بيته القرآنية). التعليق: ثمَّ تطوَّر الأمرُ عند شيوخ الشيعة - كما هي عادتهم في التطوُّر في الوضع والكذب - فقسَّموا القرآن أربعة أقسام. التعليق: حاولَ بعضُ شيوخ المذهب الشيعي تداركَ هذا الأمر، حيث لَم يُذكر أئمتهم الاثني عشر في الرواية السابقة، فافترى شيخُهم الكليني روايةً تقول: (عن الأصبغ بن نُباتةَ قالَ: سمعتُ أميرَ المؤمنينَ -عليه السلام- يقولُ: نزلَ القرآنُ أثلاثاً: ثلُثٌ فينا وفي عَدُوِّنا، وثلُثٌ سُنَنٌ وأمثالٌ، وثلثٌ فرائضُ وأحكامٌ)[64]. ثمَّ تداركَ شيوخهم فزادوا في النصيب فافتروا: (عن أبي جعفر -عليه السلام- قال: نزَلَ القرآنُ أربعةَ أرباع: رُبُعٌ فينا، ورُبُعٌ في عدوِّنا، وربعٌ سُننٌ وأمثالٌ، وربعٌ فرائضُ وأحكامٌ)[65]. فتفطَّنَ لذلك شيخُهم العياشي، فافترى روايةً رابعةً بنفس النصِّ السابق، إلاَّ أنه زادَ فيها: (ولنا كرائمُ القرآن)[66]. تفسير الصافي 1/24 (المقدمة الثالثة: في نُبذ مما جاء في أن جلَّ القرآن إنما نزل فيهم وفي أوليائهم وأعدائهم، وبيان سرِّ ذلك). وقد فضَحَهُ شيخُهم الكاشانيُّ في تفسيره الصافي، فقال: (وزادَ العياشيُّ: ولنا كرائم القرآن)[67].

المصدر

التصنيفات

الأسئلة المتعلقة

الجواب: إذا كان هذا المسجد مبنيًّا على القبر فإن الصلاة فيه محرمةٌ، ويجب هدمه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن اليهود والنصارى؛ حيث اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد؛ تحذيرًا مما صنعوا.

ولذلك قال شيخهم ابن بابويه: (واعتقادنا فيمن خالفنا في شيء واحد من أمور الدين، كاعتقادنا فيمن خالفنا في جميع أمور الدين)[404]. فشيوخ الشيعة وعيدية بالنسبة لمن خالفهم.

جـ(17): الساعات الّتي نهينا عن الصلاة فيها وعن دفن الميّت ثلاث ساعاتٍ:

جـ(35): ليس في هذا سنةٌ عن النبيّ عليه الصلاة والسلام، وبناءً على ذلك فإن الإنسان يدخل حيث صادف، إن صادف دخوله برجله اليمنى فالرّجل اليمنى، أو اليسرى فاليسرى؛ حتى يتبين دليلٌ من السّنة.

الجواب: هذه في الواقع تختلف باختلاف الناس، فقد يكـون هذا الرجل شابًّا يخشى على نفسه هناك أن تسول له بشيءٍ لا يرضي الله ورسوله، وقد يكون رجلًا لا يهتمّ لهذه الأمور، أما الثاني فنقول له: لا تسافر بها؛ لأن بقاءها في بلدها أفضل وأحفظ لها، وأنت لست بحاجةٍ إليها، وأما ...
تم الإرسال بنجاح