السؤال رقم: 91 ما الموضوعات التي يتناولها القرآن؟

السؤال رقم: 91 ما الموضوعات التي يتناولها القرآن؟

يمتاز القرآن بأنه ليس سردًا تاريخيًا متصلًا، بل كل موضع فيه يحوي تنوعاً كبيراً من قصص الأنبياء والعبرة منها، ومن دلالة النظر في آيات الله وبديع صنعه، ويتخلل ذلك أوامر ونواهي وأخلاق وآداب وتشريعات وعقائد. وتنوعت المواضيع التي تناولها القرآن الكريم، ويمكن إجمالها فيما يلي: أنه كتاب شامل لكل ما يحتاج إليه المرء في أمر دينه ودنياه وأخراه، وعلاقته بربه، وعلاقته بنفسه، وعلاقته بالناس من حوله، وعلاقته بالكون الذي يعيش فيه. بيان صفات الله تعالى وأسمائه وأفعاله وجزائه ودينه وشرعه وقدره وقضائه، وأنه المنفرد بالخلق والملك والرزق والتدبير والإحياء والإماتة. بيان حق الله تعالى على خلقه، وهو توحيده وعبادته دون ما سواه، وبيان حق الخلق على الخالق إذا عبدوه وأطاعوا أمره بأن يدخلهم الجنة، وفيه تفاصيل العبادات والأحكام والمعاملات. أنه بصائر للخلق، وهدى ورحمة وموعظة وكفاية للبشرية في الدلالة إلى الطريق القويم والصراط المستقيم، قال تعالى: {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [سورة الإسراء:9]. الحديث عن الكتب الإلهية وما تضمنته من هداية ودلالة، وحلال وحرام، وتشريع، قال تعالى: {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِين } [سورة المائدة: 46]. بيان النبوات والرسالات الإلهية، وما قاله كل نبي لأمته، وما رد عليه الملأ من قومه، وجزاء من آمن به وعقوبة من خالفه وعصاه، وبيان الآيات التي أيد الله بها كل نبي. وبيان حاجة الخلق إلى الرسل، ونذارتهم وبشارتهم، وبيان ما يجب الإيمان به من الكتب المنزلة عليهم، وبيان حال الأمم السابقة وما فعلوه بأنبيائهم؛ لأخذ العبرة والعظة من ذلك. الحديث عن اليوم الآخر وهو يوم البعث والنشور والجزاء، وتفصيل جزاء المؤمنين ودخولهم الجنة خالدين فيها أبدًا، وجزاء الكافرين ودخولهم النار خالدين فيها أبدًا، وتفاصيل كل ذلك. الحديث عن العوالم الغيبية كالملائكة والجن والشياطين، كيف خلقت، وما أعمالها، وصفاتها، وطاعة الملائكة لربها، وعصيان الجن والشياطين، وسائر أحوالها. بيان العبادات المشروعة كالصلاة والزكاة والصيام والحج والبر والإحسان والولاء والبراء، والمعاملات كالبيوع والمداينات والأنكحة والمواريث، وتزكية النفس بالأخلاق النبيلة وتطهيرها من الأخلاق الرذيلة، وبيان المحرمات والمكروهات والفواحش والآثام. الدعوة إلى النظر والاعتبار في الآيات الكونية في السماء والأرض والشمس والقمر والنجوم، وكذا النظر في الآفاق وما اشتملت عليه الأنفس، والتفكر فيها تفكرًا يقود المرء إلى الإيمان والإسلام والإذعان للخالق وعبادته؛ قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون } [سورة البقرة:164]. سرد خلق هذا الكون وخلق الإنسان الأول واستخلافه في الأرض، وتكليفه بعمارتها، وبيان الشرائع الربانية والسنن الكونية التي تعينه على الاستخلاف فيها، وبيان كيف ضلت الأمم السابقة وبغت وأفسدت في الأرض، مع بيان عاقبة المتقين الطائعين لربهم. تضمن القرآن من الأدلة العقلية، والأقيسة المنطقية، والأمثال المضروبة، والأسئلة المفحمة ما لا يحاط به إلا بكلفة، وكلها حجج بينة وأدلة قاطعة على المسائل التي أوردها القرآن، وهذه الأدلة إذا تأملها المنصف لا يسعها إلا الإذعان والتسليم لما دلت عليه. القيم العالية السامية التي لا يمكن أن تقوم حضارة راشدة، أو مدنية متكاملة إلا بتوافرها والسعي لتحقيقها. ومما ينبغي أن يلحظه القارئ للقرآن الكريم أنه لن يجد القرآن مصنفًا تصنيفًا موضوعيًا كسائر كتب البشر؛ وإنما هو كتاب إلهي ترد فيه المسألة الإيمانية ودليلها وجزاؤها مقترنة بسنة كونية لعمارة الأرض، يتبعها بيان حال أمة من الأمم السابقة التي خالفت في هذه المسألة، فمن رام معرفة الموضوعات التي تناولها القرآن العظيم فعليه أن يقرأ القرآن كاملًا؛ ليتعرف على الموضوعات التي تناولها. الرقم المُوحد: 760

المصدر

التصنيفات

الأسئلة المتعلقة

الجواب: أرى ألّا تأخذ شيئًا مما لم تأكله؛ لأن هناك فرقًا بين التمليك والإباحة، فهم يبيحون لك أن تأكل وتشرب ما شئت، لكن لا يملّكونك هذا، ولذلك رخص الشارع لمن مر ببستانٍ فيه نخلٌ أن يأكل ممّا على النخل، ولكن لا يحمل.

الجواب: النهي ليس واردًا على هذا، فالنهي واردٌ على إنسانٍ يطرق أهله بغير أن يخبرهم، أما إذا أخبرهم فلا حرج في ذلك، وليس فيه نهيٌ؛ لأن النبي -صلّى الله عليه وعلى آله وسلم- علل النهي، فقال: «كي تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة»، وهذا يدلّ على أن النهي إنما هو لمن لا ...

ج/ فقل: التبرُّك قسمان : 1ـــــ تبرُّك مشروع دل الكتاب والسنة على مشروعيته وانتفاع فاعله به, ولا يجوز اعتقاد البركة في شيء إلا بدليل من الكتاب والسنة فلا مدخل للعقول والاستحسان فيها, فلا نعلم أن هذا الشيء مبارك أو فيه بركة إلا بالخبر من الخالق الحكيم تبارك وتعالى, أو من ...

ج/علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-!؟ {أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُون} [سورة النمل 63]. ماذا تستنبط أيها المسلم المنصف العاقل من هذه الروايات، أليس فيها ادعاء ممن وضعها من شيوخ الشيعة لربوبية علي -رضي الله عنه-، وأن له شركا في الربوبية، والله تعالى يقول في كتابه الكريم: ...

الجواب: إذا لم يمكن تأديتها بهيئتها فبالقلب؛ لأنه لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها، لكن إذا كانت تجمع إلى ما بعدها فالأمر سهلٌ، يعني: لو صادف الظّهر فأخّرها إلى العصر، والمغرب فأخّرها إلى العشاء، لكن إذا كانت لا تجمع -كما لو كان ذلك في وقت العصر، أو في وقت العشاء، ...
تم الإرسال بنجاح