السؤال رقم: 115 ما هو معتقد المسلم فـي الموت؟

السؤال رقم: 115 ما هو معتقد المسلم فـي الموت؟

الإجــابة: أهمية /1 كما خلق الله الحياة فقد خلق الموت، قال تعالى: {ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفُورُ} (سورة الملك: 2)، فالموت والحياة، واختلاف الليل والنهار آيات عظيمة دالة على وجود خالق عظيم يدبر هذا الكون بكل ما فيه، قال تعالى: {وَهُوَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ وَلَهُ ٱخۡتِلَٰفُ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (سورة المؤمنون: 80)، فالله هو الذي يحيي، وهو الذي يميت، فالموت كما قلنا من الأدلة الدالة على وجود الرب جل جلاله، قال تعالى: {وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۖ وَيُرۡسِلُ عَلَيۡكُمۡ حَفَظَةً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا وَهُمۡ لَا يُفَرِّطُونَ} (سورة الأنعام: 61). فالموت أمر إلهي لا يقدر عليه إلا الله، فترى الإنسان في أوج قوته وعنفوان شبابه كالاعب في ملعبه يخطفه الموت أمام جمهوره، والملك في سلطانه وبين حرسه وجيوشه يخطفه الموت ولا يجد من يصرفه عنه، لذا كان هذا الأمر من دلائل وجود الرب جل جلاله. والموت في القرآن والسنة موتان: الأول: وهو الموت المعنوي، وهو أن يكون الإنسان كافرًا، وسماه الله موتًا؛ لأن الإنسان يكون ملغيًا عقله وسمعه وبصره، فهو أشبه بالميت، وإلا كيف يأتي الإنسان للحياة ثم يجد أن الله قد أعدّ له المكان، وسخر له السموات والأرض، وجعل له مشربه ومأكله، وخلق له ما يقيه من الحر والبرد والمطر، وهيأه ليعيش على هذه الأرض، ثم يعيش الإنسان في الحياة ويزعم أنه حي وله سمع وبصر وقلب يعقل به، ثم لا يعرف أن لهذا الكون خالقًا خلقه، ولا يعبد ربًا أوجده، أليس يرى جميع أعضائه مدبرة بتدبير خالق حكيم، ثم لا يؤمن به، ما الفرق بين هذا الإنسان الذي لا يعلم خالقه، ولا يدرك ما حوله إدراكًا ينفعه، والميت المدفون في قبره الذي لا يعلم ما يحيط به؟ إن هذا الإنسان -ميت الأحياء- بحسب القرآن العظيم، هو أضل من الحيوان؛ فعلى الأقل الحيوان لا يعتدي على أخيه ولا يحسده ولا يقتله ولا يكذب عليه، هل رأيت حمارًا يحسد حمارًا على ما عنده، أو يغشه أو يظلمه؟ الحيوان يسخّر حواسه فيما ينفعه، ويتجنب بإدراكه ما يضره. والقرآن الكريم بين أن الكافر لا يستخدم حواسه وقواه فيما خلق له، ولا فيما ينفعه ويخرجه من الشقاء الأبدي، بل يسخر حواسه فيما فيه ضرره وخسارته. وهنا سؤال: متى يعتبر القرآن الكريم ميت الأحياء حيًا؟ يكون حيًا إذا استخدم قواه العقليه وسمعه وبصره استخدامًا صحيحًا، ثم قادته هذه الحواس والقوى إلى الإيمان بخالقه، قال تعالى: {أَوَمَن كَانَ مَيۡتا فَأَحۡيَيۡنَٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥ نُورا يَمۡشِي بِهِۦ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيۡسَ بِخَارِج مِّنۡهَاۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (سورة الأنعام: 122). الثاني: الموت المعروف وهو مفارقة الروح للبدن، وهذا الذي تعرفه كل الثقافات والمجتمعات، وهذا يواجهه المسلم والكافر. فإذا جاء وقت الموت أرسل الله ملائكة الموت لتقبض روح هذا الإنسان الذي حانت وفاته، قال تعالى: {قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ} (سورة السجدة: 11). فلا أحد يستطيع أن يميت أحدًا إلا بإذن الله، فمن الذي يميت إلا الله، قال تعالى: {هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (سورة يونس: 56)، فهو الذي إذا قدر الموت على أحد فلا يمكن أن يدفعه عنه أحد، وإذا قضى أن يمد في عمر أحد فلا يستطيع أحد أن يميته، فالموت والحياة بيد الله سبحانه، قال تعالى: {نَحۡنُ قَدَّرۡنَا بَيۡنَكُمُ ٱلۡمَوۡتَ وَمَا نَحۡنُ بِمَسۡبُوقِينَ} (سورة الواقعة: 60)، وقال تعالى: {قُلۡ فَٱدۡرَءُواْ عَنۡ أَنفُسِكُمُ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (سورة آل عمران: 168). والموت له وقت محدد لا يتقدم ولا يتأخر قال تعالى: {فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ لَا يَسۡتَ‍ٔۡخِرُونَ سَاعَة وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ} (سورة النحل: 61). وهنا سؤال آخر وهو: هل يختلف موت المؤمن عن موت الكافر بحسب القرآن والسنة؟ فنقول: نعم يختلف اخلافًا كبيرًا، لكن هذا الأمر لا يشعر به إلا من دنت ساعة وفاته، ولأنه حقيقة غيبية ستواجه كل إنسان سواء علم بها أو لم يعلم، آمن بها أو كفر؛ فقد أخبر القرآن الكريم عنها وجلاها؛ لئلا يفاجأ الإنسان بها عند موته، ولئلا يقول لربه يوم القيامة: هلا أخبرتني! أما موت المؤمن فتبينه هذه الآيات الكريمات من القرآن الكريم، فإنه إذا جاء أجله تنزلت عليه ملائكة الرحمة تبشره برضوان الله عليه قال تعالى: {يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ * ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَة مَّرۡضِيَّة * فَٱدۡخُلِي فِي عِبَٰدِي * وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي} (سورة الفجر: 27-30)، وتبشره أيضًا بأن لا خوف عليه مما هو مقدم عليه، وألا يحزن على ما خلفه من ولد ووالد، قال تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ} (سورة فصلت: 30). أما موت الكافر فهو موت شنيع، وموقف عصيب، تجتمع عليه فيه سكرات الموت، وحزن مفارقة الدنيا، والحزن على الأهل والولد، والخوف مما أقدم عليه، وما يلاقيه من ملائكة الرحمن عند نزع روحه، وهذا الموقف الرهيب توضحه هذه الآيات، قال تعالى: {وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّٰلِمُونَ فِي غَمَرَٰتِ ٱلۡمَوۡتِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ بَاسِطُوٓاْ أَيۡدِيهِمۡ أَخۡرِجُوٓاْ أَنفُسَكُمُۖ ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ وَكُنتُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِهِۦ تَسۡتَكۡبِرُونَ} (سورة الأنعام: 93)، وقال تعالى: {وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَضۡرِبُونَ وُجُوهَهُمۡ وَأَدۡبَٰرَهُمۡ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ * ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيۡسَ بِظَلَّٰم لِّلۡعَبِيدِ} (سورة الأنفال: 50-51)، وقال تعالى: {فَكَيۡفَ إِذَا تَوَفَّتۡهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَضۡرِبُونَ وُجُوهَهُمۡ وَأَدۡبَٰرَهُمۡ} (سورة محمد: 27). فهو موقف ذل وصغار للكافر قال تعالى: {فَيَوۡمَئِذ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَد * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُۥٓ أَحَد} (سورة الفجر: 25-26). وجاء في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم في وصف موت الكافر ونزع روحه: «وإن الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزلت عليه ملائكة غلاظ شداد، فانتزعوا روحه، كما ينتزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبتل، وتنزع نفسه مع العروق، فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء» [مسند أحمد ط الرسالة (18614)]. وموت الروح مفارقتها للبدن، فالأرواح لا تفنى، بل تنتقل إلى حياة برزخية، وهي تختلف عن الحياة الدينا، كما أنها تختلف عن الحياة الأخروية، فالروح يكون لها اتصال بالجسد بعد الموت، ويتنعم الجسد والروح معًا، وكذلك ينالهما العذاب في الحياة البرزخية، على هيئة لا نعلمها، لكن أعلمنا بها الحكيم الخبير الذي لا يخفى عليه شيء. فروح المؤمن تكون في الجنة، وروح الكافر تكون في النار، رغم كون رفاته في مكان موته أو في القبر في هذه الحياة البرزخية، وقد ذكر الله لنا في القرآن العظيم ماذا يعانيه آل فرعون اليوم من العذاب وهم في قبورهم قال تعالى: {ٱلنَّارُ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا غُدُوّا وَعَشِيّاۚ وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدۡخِلُوٓاْ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ} (سورة غافر: 46). ثم إذا كان يوم القيامة أذن الله بتحول الرفات إلى أجساد من جديد، وتقوم لتعود كل روح إلى جسدها، ومن ثم يكون الحساب الذي يعقبه إما الخلود الأبدي لأهل الإيمان بالجنة، أو الخلود الأبدي للكافرين في النار، قال تعالى: {يَوۡمَ يَجۡمَعُكُمۡ لِيَوۡمِ ٱلۡجَمۡعِۖ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلتَّغَابُنِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعۡمَلۡ صَٰلِحا يُكَفِّرۡ عَنۡهُ سَيِّـَٔاتِهِۦ وَيُدۡخِلۡهُ جَنَّٰت تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَداۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ * وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} [سورة التغابن:9-10]، وقال تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمۡ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغۡفِرَ لَهُمۡ وَلَا لِيَهۡدِيَهُمۡ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَداۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرا} (سورة النساء: 168، 169). الرقم المُوحد: 860

المصدر

التصنيفات

الأسئلة المتعلقة

هل أيد الإسلام وجهة نظر القائلين بموت المسيح عليه السلام على الصليب؟

الجواب: نعم، تجوز الصلاة في مكانٍ فيه خمرٌ؛ لعموم قوله -صلّى الله عليه وعلى آله وسلم-: «جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا».

ﺟ50: هذا لا يمكن الإجابة عنه حتى يعرف متى حاضت؟ وذلك لأن بعض أفعال الحجّ لا يمنع الحيض منه، وبعضها يمنع منه، فالطواف لا يمكن أن تطوفه إلا وهي طاهرٌ، وما سواه من المناسك يمكن فعله مع الحيض.

جـ(17): الساعات الّتي نهينا عن الصلاة فيها وعن دفن الميّت ثلاث ساعاتٍ:  حين تطلع الشمس حتى ترتفع قيد رمحٍ.  وحين يقوم قائم الظهيرة، أي: قبيل الزوال بنحو عشر دقائق.  وإذا بقي عليها أن تغرب مقدار رمحٍ. هذه ثلاث ساعاتٍ؛ لحديث عقبة بن عامرٍ رضي الله عنه: (ثلاث ...

هل يكره المسلمون نبي الله عيسى عليه السلام؟
تم الإرسال بنجاح