السؤال رقم: 121 كيف نثبت أن هناك يومًا للحساب بعد الموت وأن هناك حياة بعد الموت؟

السؤال رقم: 121 كيف نثبت أن هناك يومًا للحساب بعد الموت وأن هناك حياة بعد الموت؟

الإجــابة: أهمية /1 إن من مقتضى الحكمة والعدل أن يكون للناس يومًا آخر بعد انقضاء هذه الحياة يلتقون فيه، فيأخذ كل إنسان جزاءه وثواب عمله، وإذا كان ذلك كذلك، فإن الناس يتفاوتون في أعمالهم الصالحة، وفي أعمالهم السيئة، قال تعالى: {أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ} [سورة القلم:35]، ولا يجوز أن يتساووا في الجزاء فيكون ثوابهم متماثلًا وأعمالهم متفاوتة، وقد حكم الله وقضى أن يجعل للناس ملائكة تلازمهم في كل أحوالهم تسجل عليهم أعمالهم وتكتبها عليهم وتحصيها، فإذا كان يوم القيامة وبعث الله الخلائق كلها، فيتسلم كل إنسان كتاب أعماله؛ فينظر وقد أحصى الله عليه كل صغيرة وكبيرة عملها، قال تعالى: {وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَة وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدا} (سورة الكهف: 49)، وقال تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأۡن وَمَا تَتۡلُواْ مِنۡهُ مِن قُرۡءَان وَلَا تَعۡمَلُونَ مِنۡ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيۡكُمۡ شُهُودًا إِذۡ تُفِيضُونَ فِيهِۚ وَمَا يَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّة فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصۡغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرَ إِلَّا فِي كِتَٰب مُّبِينٍ} (سورة يونس: 61)، وقال تعالى: {فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرا يَرَهُۥ * وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّة شَرّا يَرَهُ} (سورة الزلزلة: 7-8). وإذا علم المرء أن للناس جميعًا يومًا يجمعون فيه، ويحاسبون على أعمالهم، استيقن أن من ظلم العباد وسفك دماءهم، ونهب أموالهم، ثم مات موتة طبيعة ولم يُقتص منه، أن له يومًا سيحاسب فيه على كل ما جنت يداه، ويعلم أيضًا أن من أحسن للناس إحسانًا كثيرًا وهو مؤمن، ولم يلق جزاءه، أن له يومًا سيتولى الرب جزاءه وإثابته على ما قدم من خير. ولنقرب المسألة لو أن إنساناً قتل ألف شخص ومات ولم يعاقب فكيف سيقتص للمجني عليهم منه؟ أو حتى لو تمكنت منه الدولة وقتلته، فكيف ستقتله؟ لاشك أنها لا يمكن أن تقتله أكثر من مرة واحدة، فهذه قتلة واحدة عن قتيل واحد، فكيف ينتقم منه للبقية، أما في عدل الله وفي حكمه وجزاءه ففي يوم القيامة سيقتل ثم يحيا ثم يقتل بعدد من قتل، وسيعذب عذاباً لا يموت منه، قال تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا سَوۡفَ نُصۡلِيهِمۡ نَارا كُلَّمَا نَضِجَتۡ جُلُودُهُم بَدَّلۡنَٰهُمۡ جُلُودًا غَيۡرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيم} [سورة النساء:56]، وقال تعالى: {وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقۡضَىٰ عَلَيۡهِمۡ فَيَمُوتُواْ وَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُم مِّنۡ عَذَابِهَاۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي كُلَّ كَفُور} [سورة فاطر:36]، أرأيت كيف يكون العدل والمحاسبة والقصاص يوم القيامة؟ الإيمـان بالغيب ليس بالأمر السهل، ويحتاج إيمـانًا صادقًا ويقينًا جازمًا للتصديق به؛ ولذلك كان مَن يؤمن بمـا جاء عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم من الأمور الغيبية مثابًا بالجنة والدرجات العلى؛ لأنه تجاوز هذه المرحلة ولم يصبح من الماديين الذين ينكرون ما لا يدركونه بحواسهم، ولكن لتقريب ذلك عدة أدلة، منها: 1- أن هناك أشياء كثيرة غائبة عنا، ولا نعرف حقيقتها، ونحن وكلُّ البشرِ مؤمنون بها، ومنها شيء لا يمكن إنكاره، ألا وهو الروح، فكلُّ إنسانٍ يعرف أن بين جنبيه روحًا، وأنها إذا انفصلت جزئيًا بالنوم تعطلت حواسه، وإذا انفصلت كليًّا مات ولم تَعُدْ، فلا يوجد عاقل يشكُّ في موت الأحياء، لكنه لا يعرف أين تذهب هذه الروح وما مصيرها، ولا يمكن للعقل أن يحدد ما بعد هذه المرحلة، فلا بد من مصدر آخر غير المحسوسات. 2- من الأشياء التي تورثنا الجزم والقطع واليقين من غير الحواس الخمس الأخبار المؤكدة، فكثير منا لم يذهب إلى استراليا، لكنه لا يشك أن هناك قارة بهذا الاسم، وفيها أناس يعيشون، لتواتر الأخبار عنها وتنوعها، وأما الإيمان بالبعث وبيوم القيامة تحديدًا فهذا أمرٌ تواترت به أخبار الرسل، فهو ثابت عند اليهود والنصارى والمسلمين، وقد أخبر الله عز وجل عن ذلك في القرآن الكريم في آيات كثيرة. 3- أيهما أقرب للواقعية: احتمالية أن يكون الإنسان خُلق بالصدفة، وأنَّ عيشَ الناس وموتهم ليس وراءه غاية ولا هدف، وما خُلق لهم على هذه الأرض وُجد للاستمتاع فقط، دون قيد أو حساب، أو الاحتمال المقابل له، وهو أن وراء هذا الكون والوجود هدف وغاية، وأن كل ما هو قابل للزوال لا بد أن يرجع لفاعل لا يزول، وأن هذا الإتقان يدل على حكمة هذا الفاعل، وأن الظالم وإن مات فيما يبدو سعيدًا لا بد له من مجازاة ومحاسبة، وأن الذي تعب في العمل الصالح وفي نفع الآخرين يستحق أن يُكافأ، وكل ذلك في يوم الحساب؟ 4- في القرآن الكريم أمثلة حسية كثيرة للبعث، منها عالم النبات، وكيف تبدو خضرتها وحياتها للناس ثم بعد أشهر تموت وتجف، ثم إذا جاء موعدها وأصابها المطر عادت لها الخضرة من جديد بإذن الله تعالى، فالذي أحياها قادرٌ على إحياء الموتى. 5- أن يفكر الإنسان في المبدأ، وأن الذي خلقه من العدم قادرٌ على إعادته وإحيائه، وهو أهون عليه سبحانه، قال تعالى: {لَمۡ يَرَ ٱلۡإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقۡنَٰهُ مِن نُّطۡفَة فَإِذَا هُوَ خَصِيم مُّبِين * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلۡقَهُ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيم * قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّة وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ * ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلۡأَخۡضَرِ نَارا فَإِذَآ أَنتُم مِّنۡهُ تُوقِدُونَ * أَوَ لَيۡسَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ ٱلۡخَلَّٰقُ ٱلۡعَلِيمُ * إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيۡـَٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ * فَسُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡء وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} [سورة يس:77-83]، الرقم المُوحد: 370

المصدر

التصنيفات

الأسئلة المتعلقة

ج: هم من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في القول والعمل والاعتقاد. - وسموا أهل السنة: لاتباعهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وترك الابتداع. - والجماعة: لأنهم اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا فيه. - قال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ ...

ﺟ47: أولًا: ينبغي أن نعلم أن الإحرام ليس له صلاةٌ؛ فإنه لم يرد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه شرع لأمته صلاةً للإحرام لا بقوله، ولا بفعله، ولا بإقراره. ثانيًا: إن هذه المرأة الحائض الّتي حاضت قبل أن تحرم يمكنها أن تحرم وهي حائضٌ؛ لأن النبي صلى الله عليه ...

الجواب: أولًا: يجب أن نعلم أنه إذا دخل وقت الصلاة الأولى من المجموعتين قبل دخول الطائرة فإنه يجمع الصلاة الثانية إلى الأولى في المطار، وأما إذا قامت الطائرة قبل دخول الأولى فإنه يجمع الأولى إلى الثانية حين يهبط في المطار، فإن تعذر ذلك -بحيث يكون إقلاع الطائرة قبل دخول وقت ...

الإجــابة: السعادة في الإسلام تكون بتحقيق الإيمان، والالتزام التام بالإسلام، وبها تحصل السعادة في الدنيا والآخرة، والسعادة تتحق للإنسان إذا استيقن أن الله راض عنه، وأنه إذا رجع إليه يوم القيامة لقيه وهو عنه راض، هنا يجد الإنسان سعادة مستقرة في قلبه، وطمأنينة لربه، وتوكلًا عليه، ورضا بما قسم له، ...

الجواب: ما دمت نويت الإفطار فقد أفطرت، سواءٌ أكلت أم لم تأكل، وعلى هذا فيلزمك القضاء بدل هذا اليوم الذي أفطرته.
تم الإرسال بنجاح