ج/ فدك: قرية بخيبر، وقيل: بناحية الحجاز، فيها عين ونخل، مما أفاء الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وبعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أرسلت فاطمة إلى خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- تطلب ميراثها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أرض فدك، وذكر شيخهم ابن الميثم بأن أبا بكر قال لها: (إن لك ما لأبيك، كان رسول الله صلى الله عليه وآله يأخذ من فدك قوتكم، ويقسم الباقي، ويحمل منه في سبيل الله، ولك علي أن أصنع بها كما يصنع، فرضيت بذلك، وأخذت العهد عليه به، وكان يأخذ غلتها فيدفع إليهم ما يكفيهم، ثم فعلت الخلفاء بعده كذلك)[678]. القاصمة: إن من تناقض هؤلاء أن رووا في كتاب علي -رضي الله عنه-: (فإذا فيه: إن النساء ليس لهن من عقار الرجل إذا هو توفي عنها شيء، فقال أبو جعفر: هذا والله خطه علي -عليه السلام- بيده، وإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله)[680]. وروى الكليني: (عن أبي جعفر -عليه السلام- قال: لا ترث النساء من عقار الأرض شيئا)[681]. ج/ نعم. رووا (عن أبي الحسن موسى -عليه السلام- قال: إن الله عز وجل غضب على الشيعة فخيرني نفسي أو هم..)[682]. هذه شهادة من إمامهم المعصوم في اعتقادهم! بأن الله غضب على الشيعة، وذلك لضلال مذهبهم، فلماذا البقاء يا شباب الشيعة على هذا المذهب المغضوب على أهله؟! يُنظر: التنبيه والإشراف ص263، جلاء العيون ص582. ورووا غضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وابنته فاطمة رضي الله عنها على علي -رضي الله عنه- عندما أراد علي الزواج بابنة أبي جهل... حتى قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مناصحا لعلي -رضي الله عنه-: (يا علي: أما علمت أن فاطمة بضعة مني وأنا منها، فمن آذها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذها بعد موتي كان كمن آذها في حياتي، ومن آذها في حياتي كان كمن آذها بعد موتي)[684]. شرح نهج البلاغة 5/875 رقم 44 (باب المختار من كتب مولانا أمير المؤمنين -عليه السلام-)، وذكر مثله الدنبلي في شرحه الدرة النجفية ص331. ورووا أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (فاطمة بضعة مني، وهي روحي التي بين جنبي، يسوؤني ما ساءها، ويسرني ما سرها)[685]. شرح نهج البلاغة 16/351 (فدك في السير والأخبار) لابن أبي الحديد، الصوارم المهرقة ص226 رقم 77. وكذلك فقد أغضب علي -رضي الله عنه- فاطمة رضي الله عنها عندما (نظرت إلى رأس علي -عليه السلام- في حجر الجارية، فقالت: يا أبا الحسن، فعلتها؟ فقال: لا والله يا بنت محمد ما فعلت شيئا، فما الذي تريدين؟ قالت: تأذن لي في المصير إلى منزل أبى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال لها: قد أذنت لك، فتجلببت بجلبابها، وتبرقعت ببرقعها، وأرادت النبي)[686]. بصائر الدرجات 1/332 ح14 (باب في الأئمة عليهم السلام وأنه صارت إليهم كتب رسول الله صلى الله عليه وآله وكتب أمير المؤمنين)، بحار الأنوار 26/514 ح101 (باب جهات علومهم، وما عندهم من الكتب، وأنه ينقر في آذانهم، ويُنكت في قلوبهم). ج/ قال شيخهم المجلسي: (اعلم أن الإمامية -رضي الله عنهم- اتفقوا على عصمة الأئمة عليهم السلام من الذنوب، صغيرها وكبيرها، فلا يقع منهم ذنب أصلا، لا عمدا ولا نسيانا ولا لخطأ في التأويل، ولا للإسهاء من الله سبحانه)[687]. التعليق: ج/ نعم، وهو من ضروريات مذهبهم، قال شيخهم المعاصر ابن المظفر: (من الصفات الضرورية المهمة بل من شرائط الإمامة أن يكون معصوما.. من السهو والخطأ والنسيان)[689]. وذكر شيخهم المعاصر: محمد آصف المحسني: إجماع الشيعة عليها[690]. وقال شيخهم المجلسي: (إن أصحابنا الإمامية أجمعوا على عصمة الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم من الذنوب الصغيرة والكبيرة عمدا وخطأ ونسيانا قبل النبوة والإمامة وبعدهما، بل من وقت ولادتهم إلى أن يلقوا الله سبحانه، ولم يخالف فيه إلا الصدوق محمد بن بابويه وشيخه ابن الوليد قدس الله روحهما، فجوزا الإسهاء من الله تعالى، لا السهو الذي يكون من الشيطان، ولعل خروجهما لا يخل بالإجماع لكونهما معروفي النسب)[691]. وكان هذا المعتقد من أسباب نشوء عقيدة البداء والتقية - كما سيأتي بيانه إن شاء الله - فإذا حصل اختلاف أو تناقض في أقوالهم قالوا: هذا بداء أو تقية، كما اعترف بهذا إمامهم: سليمان بن جرير، والذي ترك مذهب الإمامية وتبعه جماعة من شيعتهم. التعليق: علل الشرائع واللفظ له 1/163 ح2 (باب 130: العلة التي من أجلها صارَ عليُّ بن أبى طالب قسيم الله بين الجنة والنار)، بشارة المصطفى ص163 ح127 (الجزء الثاني)، بحار الأنوار 43/147 ح3 (باب كيفية معاشرتها مع عليٍّ). قيل لإمامهم الرضا رحمه الله: (إن في سواد الكوفة قوما يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع عليه السهو في صلاته، فقال: كذبوا لعنهم الله، إن الذي لا يسهو هو الله لا إله إلا هو)[694]. وصدق الله العظيم: ﴿سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰٓ ﴿6﴾ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [سورة الأعلى 6-7]. بحار الأنوار 25/209 (باب عصمتهم ولزوم عصمة الإمام عليهم السلام). الفاضحة: إن شيوخ الشيعة المتقدمين يعلنون برائتهم من هذه العقيدة، بل وكفروا من قال بها، وذكروا أن رد الروايات التي فيها إثبات سهو النبي -صلى الله عليه وسلم-: يفضي إلى إبطال الدين والشريعة، قال ابن بابويه: (إن الغلاة والمفوضة لعنهم الله: ينكرون سهو النبي صلى الله عليه وآله... ولو جاز أن ترد الأخبار الواردة في هذا المعنى، لجاز أن ترد جميع الأخبار، وفي ردها إبطال الدين والشريعة)[695]. عقائد الإمامية في ثوبه الجديد ص95 (الفصل الثالث: الإمامة). || ويُنظر: حق اليقين في معرفة أصول الدين 1/185 (كتاب الإمامة: الفصل الأول: الأدلة على نصب الأئمة)، أصل الشيعة وأصولها ص61 (المقصد الثاني)، الإمامة في أهم الكتب الكلامية ص43 (الإمامة من الأصول). ونجد شيوخ الشيعة المتأخرين يعدونها من الضروري عندهم ومنكر الضروري عندهم كافر كما تقدم؟ حتى قال شيخهم عبد الله شبر فيمن جوز السهو من النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن ذلك: (يوجب الكفر)[696]. فشيوخهم المتقدمون يكفرون المتأخرين، والمتأخرون يكفرون المتقدمين! ﴿وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخۡتِلَٰفٗا كَثِيرٗا﴾ [سورة النساء 82]. عقائد الإمامية في ثوبه الجديد ص97 (الفصل الثالث: الإمامة)، ويُنظر: تصحيح اعتقادات الإمامية للمفيد ص135 (فصل في الغلو والتفويض). إن قولهم بأن إمامهم لا يذنب، يتعارض مع اعتقادهم في القدر من قولهم بالحرية والاختيار، وأن العبد يخلق فعله؟! مما يدلك أيها القارئ المنصف: أن مفهوم العصمة عندهم سابق لمذهبهم في القدر، والذي أخذوه عن المعتزلة في المائة الثالثة! * ثم طور العصمة شيخهم ابن بابويه القمي الملقب بالصدوق «ت 381» فقال في اعتقاده في أئمته: (أنهم معصومون، مطهرون من كل دنس، وأنهم لا يذنبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا، ولا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، ومن نفى عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم، ومن جهلهم فهو كافر، واعتقادنا فيهم: أنهم معصومون موصوفون بالكمال والتمام، والعلم من أوائل أمورهم وأواخرها، لا يوصفون في شيء من أحوالهم بنقص، ولا عصيان، ولا جهل)[699]. التعليق: تلاحظ أيها القارئ: اصطباغ مفهوم العصمة ببعض الأفكار الاعتزالية كفكرة اللطف الإلهي، وفكرة الاختيار الإنساني، فليس معنى العصمة: أن يجبر الله إمامهم على ترك المعصية، بل يفعل به ألطافا يترك معها المعصية مختارا؟ قال المجلسي نفسه: (وبالجملة: المسئلة في غاية الإشكال، لدلالة كثير من الأخبار والآيات على صدور السهو عنهم عليهم السلام، وإطباق الأصحاب إلا من شذ منهم على عدم الجواز..)[702]. التعليق: فهذا اعتراف من شيخهم المجلسي على أن إجماع شيعته على عصمة أئمتهم يصادم رواياتهم، وهذا يجعلهم يقولون وبمضاضة شديدة: إن شيوخ شيعتهم قد أجمعوا على ضلالة!! ج/ نعم، لقد أكثر شيوخ الشيعة من الروايات المختلقة الدالة على فضل أئمتهم، وأنهم يصلون إلى درجة الألوهية أحيانا!؟ ولذلك عقد شيوخهم أبوابا كثيرة في كتب مذهبهم الشيعي المعتمدة، ومنها: 2 - باب (تفضيلهم عليهم السلام على الأنبياء وعلى جميع الخلق، وأخذ ميثاقهم عنهم وعن الملائكة وعن سائر الخلق، وأن أولي العزم إنما صاروا أولي العزم بحبهم صلوات الله عليهم)[704]، وفيه 88 حديثًا. منها: ما افتروه على أبي عبد الله رحمه الله أنه قال - وحاشاه -: (والله ما استوجب آدم أن يخلقه الله بيده وينفخ فيه من روحه إلا بولاية علي -عليه السلام-، وما كلم الله موسى تكليما إلا بولاية علي -عليه السلام-، ولا أقام الله عيسى ابن مريم آية للعالمين إلا بالخضوع لعلي -عليه السلام-، ثم قال: أجمل الأمر: ما استأهل خلق من الله النظر إليه إلا بالعبودية لنا)[705]. وقال إمامهم الأكبر الخميني: (فإن للإمام مقاما محمودا، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، وإن من ضروريات مذهبنا: أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل)[707]. منها: (عن الرضا -عليه السلام- قال: لما أشرف نوح على الغرق دعا الله بحقنا فدفع الله عنه الغرق، ولما رمي إبراهيم في النار دعا الله بحقنا فجعل الله النار عليه بردا وسلاما، وإن موسى لما ضرب طريقا في البحر دعا الله بحقنا فجعل يبسا، وإن عيسى لما أراد اليهود قتله دعا الله بحقنا فنجا من القتل فرفعه إليه)[709]. التعليق: هذه دعوى جاهلية غبية؟ إذ ليس لأئمتهم وجود في حياة الأنبياء عليهم السلام، وهي دعوة من شيوخ الشيعة للشرك بالله سبحانه، إذ إنهم جعلوا مفتاح الإجابة وأساس القبول هو ذكر أسماء أئمتهم، والأنبياء إنما دعوا الله عز وجل باسمه سبحانه وبوحدانيته جل شأنه، كما قال سبحانه عن يونس -عليه السلام-: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين} [سورة الأنبياء 87]. 4 - (أن عندهم علم ما في السماء، وعلم ما في الأرض، وعلم ما كان، وعلم ما يكون، وما يحدث بالليل والنهار، وساعة وساعة، وعندهم علم النبيين وزيادة)[710]. 5 - باب (أنهم عليهم السلام يعرفون الناس بحقيقة الإيمان، وبحقيقة النفاق، وعندهم كتاب فيه أسماء أهل الجنة، وأسماء شيعتهم وأعدائهم، وأنه لا يزيلهم خبر مخبر عما يعلمون من أحوالهم)[711]. 6 - (باب أن الأئمة «ع» إذا شاءوا أن يعلموا علموا) وفيه ثلاثة أحاديث[712]. 7 - (باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم) وفيه ثمانية أحاديث[713]. أصول الكافي 1/188 (كتاب الحجة ح1. باب: أنَّ الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون، وأنه لا يخفى عليهم الشيء صلوات الله عليهم). 8 - (أنه لا يحجب عنهم شيء من أحوال شيعتهم، وما تحتاج إليه الأمة من جميع العلوم، وأنهم يعلمون ما يصيبهم من البلايا، ويصبرون عليها، ولو دعوا الله في دفعها لأجيبوا، وأنهم يعلمون ما في الضمائر، وعلم المنايا والبلايا، وفصل الخطاب والمواليد)[714]. بحار الأنوار 26/267 (كتاب الإمامة/ أبواب سائر فضائلهم ومناقبهم وغرائب شؤنهم صلوات الله عليهم). 9 - أنه لولا أمير المؤمنين -عليه السلام- لما عرف جبريل ربه تعالى، ولما عرف اسم نفسه، فافتروا: (أن جبرائيل -عليه السلام- كان جالسا عند النبي صلى الله عليه وآله، فأتى علي -عليه السلام- فقام له جبرائيل، فقال له صلى الله عليه وآله: أتقوم لهذا الفتى؟! فقال: إن له علي حق التعليم! فقال النبي صلى الله عليه وآله: وكيف ذلك التعليم يا جبرائيل؟ فقال: لما خلقني الله تعالى سألني من أنت؟ وما اسمك؟ ومن أنا؟ وما اسمي؟ فتحيرت في الجواب، ثم حضر هذا الشاب في عالم الأنوار وعلمني الجواب، فقال: قل أنت ربي الجليل، واسمك الجميل، وأنا العبد الذليل، واسمي جبرائيل، ولهذا قمت له وعظمته)[715]. الاخـتـصـاص للمفيـد ص250 (وجوب ولاية علي -عليه السلام-، والأئمة عليهم السلام)، بحـــار الأنـــوار 26/294 ح56 (كتاب الإمامة /أبواب سائر فضائلهم ومناقبهم وغرائب شؤونهم صلوات الله عليهم). 10 - أنهم يسمعون ويتكلمون وهم في بطون أمهاتهم، ويقرءون القرآن، ويعبدون ربهم عز وجل وهم في بطون أمهاتهم، وعند الرضاع تطيعهم الملائكة، وتنزل عليهم صباحا ومساءا، وتوضع لهم منارات في كل بلد ينظرون منها إلى أعمال العباد[716]. بصائر الدرجات الكبرى 1/165 ح1 (باب آخر في ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه)، بحار الأنوار 26/282 ح34 (كتاب الإمامة. باب: تفضيلهم عليهم السلام على الأنبياء، وعلى جميع الخلق، وأخذ ميثاقهم عنهم، وعن الملائكة، وعن سائر الخلق، وأن أولي العزم إنما صاروا أولي العزم بحبِّهم صلوات الله عليهم)، تفسير نور الثقلين 4/433 ح106 (سورة الصافات). 11 - أن الأئمة أولاد الله ومن صلب علي بن أبي طالب؟! الحكومة الإسلامية ص56 (الولاية التكوينية). حيث أورد آيتهم عبد الحسين النجفي هذه الآية المفتراة: (اليوم أكملت لكم دينكم بإمامته فمن لم يأتم به وبمن كان من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة فأولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون)[717]!! بحار الأنوار 26/319 (كتاب الإمامة / أبواب سائر فضائلهم ومناقبهم وغرائب شؤونهم صلوات الله عليهم). 12 - (أنهم أركان الأرض): القصص ص105 لقطب الدين سعيد بن عبد الله الراوندي «ت573»، وسائل الشيعة 4/659 ح13 (باب استحباب التوسل في الدعاء بمحمد وآل محمد -عليه السلام-)، بحار الأنوار 26/325 ح7 (باب أن دعاء الأنبياء استجيب بالتوسل والاستشفاع بهم صلوات الله عليهم أجمعين). افتروا على أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه- أنه قال - وحاشاه -: (ولقد أعطيت خصالا لم يعطهن أحد قبلي: علمت علم المنايا، والبلايا، والأنساب، وفصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني، ولم يعزب عني ما غاب عني)[718]. 13 - (باب: أن الله عز وجل لم يعلم نبيه علما إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين، وأنه شريكه في العلم)[719]. التعليق: ينابيع المعاجز وأصول الدلائل لهاشم بن سليمان البحراني ت1107 ص35 (الباب 5: أنَّ عندهم علم ما في السماء وعلم ما في الأرض وعلم ما كان وعلم ما يكون وما يحدثُ بالليل والنهار وساعة وساعة وعندهم علم النبيِّين وزيادة). إن هذه الدعاوى من شيوخ الشيعة لأئمتهم في غاية الغرابة وغاية الكفر، يخرجون بها أئمتهم من منزلة الإمامة، إلى منزلة النبوة والرسالة أحيانا، وأحيانا إلى مرتبة الألوهية، نعوذ بالله من الشيطان وحزبه، ولا يختلف اثنان أن هذا هو الكفر الأكبر بعينه، بل: لم يأت أحد من الأولين والآخرين بمثل هذا الكفر والضلال. بحار الأنوار 26/117 وفيه أربعون حديثاً. ج/ فريضة من فرائض مذهبهم الشيعي! ويكفر تاركها![721]. تعارض: ج/ كثيرة، ومنها: * الغسل قبل دخول المشهد، والوقوف والاستئذان بالمأثور، ولو أحدث أعاد الغسل[724]. * الإتيان بخضوع وخشوع، في ثياب طاهرة نظيفة جديدة[725]. * الوقوف على الضريح وتقبيله: قال آيتهم العظمى محمد الشيرازي: (نقبل أضرحتهم، كما نقبل الحجر الأسود)[726]. وقال المجلسي: (فقد نص على الاتكاء على الضريح وتقبيله)[727]. * الطواف به (إلا أن نطوف حول مشاهدكم)[730]. ورده المجلسي بقوله: (يحتمل أن يكون المراد بالطواف المنفي هنا التغوط)[732]!؟ قال المجلسي: (إن استقبال القبر أمر لازم، وإن لم يكن موافقا للقبلة... واستقبال القبر للزائر، بمنزلة استقبال القبلة، وهو وجه الله...)[733]. القاصمة: لذلك افتروا رواية على أبي عبد الله أنه قال: (نحن الصلاة في كتاب الله عز وجل، ونحن الزكاة، ونحن الصيام، ونحن الحج، ونحن الشهر الحرام، ونحن البلد الحرام، ونحن كعبة الله، ونحن قبلة الله، ونحن وجه الله، قال الله تعالى: ﴿فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِ﴾ [سورة البقرة: 115])[738]. بحار الأنوار 97/126 ح3 (باب آداب الزيارة وأحكام الروضات وبعض النوادر)، مستدرك وسائل الشيعة 10/366 الرقم العام 12193 الرقم الخاص2 (باب استحباب اختيار الإقامة في شهر رمضان والصوم على السفر للزيارة والإفطار). وذكر أيضا شيخهم آل كاشف الغطاء: بأن التوجه للكعبة في الصلاة من أجل نور علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- المتولد فيها، فقال: (إن حقيقة التوجه إلى الكعبة هو التوجه إلى ذلك النور المتولد فيها..)[739]. ويعتقدون أيضا بأن أئمتهم هم المساجد؟!! فروع الكافي 6/1566 (كتاب الزي والتجمل والمروءة ح8 باب كراهية أن يبيت الإنسان وحده والخصال المنهي عنها لعلة مخوفة)، علل الشرائع 1/276 ح1 (باب 200: علة النهي عن البول في الماء النقيع). ولذلك افتروا رواية تقول: (عن أبي عبد الله -عليه السلام- في قوله: {وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [سورة الأعراف: 29] قال: يعني الأئمة)[740]. بحار الأنوار 97/127 ح4 (باب آداب الزيارة وأحكام الروضات وبعض النوادر). ويعتقدون أيضا: أن السجود الوارد في القرآن إنما هو ولاية أئمتهم. ولذلك قالوا في قول الله -عز وجل-: {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُون} [سورة القلم: 43] (إلى ولايته في الدنيا وهم يستطيعون)[741]، وافتروا: (إن ركعتي الزيارة لا بد منهما عند كل قبر)[742]. بحار الأنوار 101/369 ح12 (باب زيارته -عليه السلام- وزيارة سائر الأئمة صلوات الله عليهم حيهم وميتهم من البعيد). ويعد شيوخ الشيعة هذه الشركيات من أفضل القربات... ويوهمون أتباعهم بأن هذه الشركيات توجب (غفران الذنوب، ودخول الجنة، والعتق من النار، وحط السيئات، ورفع الدرجات، وإجابة الدعوات)[743]. (وتعدل الحج، والعمرة، والجهاد، والإعتاق)[744]. فقه الرضا ص188-189 (باب آخر في الصلاة على الميت). بل ذهب آيتهم المعاصر السيستاني إلى أن الصلاة عند قبر علي بن أبي طالب المزعوم أعظم أجرا من الصلاة عند الكعبة، فقال: (وقد روي: إن الصلاة عند علي بمائتي ألف)[745]. بحار الأنوار 98/253 ح41 (باب زيارته صلوات الله عليه في ليلتي عيد الفطر وعيد الأضحى). تناقض: ثم أليست هذه النصوص المروية كذبا عن أئمتهم دعوة إلى الشرك بالله عز وجل وتغيير شرع الله ودينه، واختيار نحلة المشركين على ملة المسلمين، واستبدال الوثنية بالحنيفية؟ بلى والله الذي لا إله غيره ولا رب سواه، ماذا يسمى هذا الدين الذي يأمر أتباعه باستدبار الكعبة واستقبال قبور الأئمة، وماذا يسمى هؤلاء الشيوخ المفترون الذين عمروا بيوت الشرك التي يسمونها المشاهد وعطلوا بيوت التوحيد (المساجد) والواقع خير شاهد؟ لقد روى الباقر رحمه الله أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تتخذوا قبري قبلة، ولا مسجدا، فإن الله عز وجل لعن اليهود حين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)[747]. ج/ نعم؟! حيث افترى شيوخ الشيعة على الصادق رحمه الله أنه قال وحاشاه: (إذا عمت البلايا فالأمن في الكوفة ونواحيها)[748]. ومنكر الضروري عندهم كافر كما تقدم مرارا. التعليق: استمدت كربلاء هذه الفضائل في اعتقادهم لوجود جسد الحسين -رضي الله عنه- فيها، فلماذا لم تستمد المدينة النبوية ولو بعض هذه الفضائل لوجود جسد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها، أم أن جسد الحسين -رضي الله عنه- في اعتقادهم أفضل؟ ويدل لذلك قول آيتهم آل كاشف الغطاء: (أفليس من صميم الحق، والحق الصميم، أن تكون أطيب بقعة في الأرض مرقدا وضريحا لأكرم شخصية في الدهر؟)[754]. وقد جاء في بعض نصوصهم المقدسة: أن الحجر الأسود سينزع من مكانه من الكعبة المشرفة، ويوضع في حرمهم في الكوفة، افتروا على أمير المؤمنين -رضي الله عنه- أنه خطب في مسجد الكوفة فقال: (يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحدا من فضل: مصلاكم بيت آدم، وبيت نوح، وبيت إدريس، ومصلى إبراهيم... ولا تذهب الأيام والليالي حتى ينصب الحجر الأسود فيه)[755]. مَن لا يحضره الفقيه واللفظ له 1/71 ح532 (باب التعزية والجزع عند المصيبة وزيارة القبور والنوح والمآتم)، علل الشرائع 2/351 ح1 (باب 75: العلة التي من أجلها لا تتخذ القبور قبلة)، بحار الأنوار 97/128 ح7 (باب آداب الزيارة، وأحكام الروضات، وبعض النوادر). التعليق: هذا ما دفع إخوانهم القرامطة إلى فعلتهم وجريمتهم المشهورة في بيت الله الحرام وانتزاعهم الحجر الأسود من الكعبة عام 317 [756]، لكنهم لم يضعوه في حرمهم بالكوفة، لماذا؟!! شجرة طوبى ص21 (المجلس الثامن: في فضيلة قم ووجه تسميتها). أفلا تكون مصادر شيوخ الشيعة مزرعة لأمثال ما فعل إخوانهم القرامطة؟ المصدر السابق ص13. ثم لماذا الحرص فقط على الكوفة؟ كامل الزيارات والمزار ص246 ح2 (الباب 88: فضل كربلاء وزيارة الحسين -عليه السلام-). ألأنه لم يستمع لدين ابن سبأ اليهودي من بلاد المسلمين سوى (الكوفة)! المصدر السابق ص249 ح17 (الباب 88: فضل كربلاء وزيارة الحسين -عليه السلام-). وذلك أن بلاد الإسلام لقربها من العلم والإيمان لم تقبل دين ابن سبأ اليهودي (التشيع) سوى الكوفة التي بليت بها بتأثير ابن سبأ اليهودي الذي طاف الأمصار، فلم يجد من يقبل دعوته أحد إلا في ذلك المكان القاصي البعيد في تلك الفترة عن نور العلم والإيمان، ولهذا خرج (التشيع من الكوفة)، كما ظهر الإرجاء أيضا من الكوفة، وظهر القدر، والاعتزال، والنسك الفاسد من البصرة، وظهر التجهم من ناحية خراسان، وكان ظهور هذه البدع بحسب البعد عن الدار النبوية، ذلك أن سبب ظهور البدع في كل أمة هو خفاء سنن المرسلين فيهم، وبعدهم عن ديار العلم والإيمان، وبهذا يقع الهلاك، وأختم هذا التعليق بقول الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيۡتٖ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكٗا وَهُدٗى لِّلۡعَٰلَمِينَ ﴿96﴾ فِيهِ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ مَّقَامُ إِبۡرَٰهِيمَۖ } [سورة آل عمران 96-97]. الأرض والتربة الحسينية ص55-56 لآل كاشف الغطاء.