السؤال رقم: 30 ما هو مفهوم الاعتدال فـي الإسلام؟

السؤال رقم: 30 ما هو مفهوم الاعتدال فـي الإسلام؟

الإجــابة: أهمية /1 الحمد لله، الاعتدال في الإسلام هو التوسط بين الضلالتين: الغلو والجفاء، فهو وسط بين تفريط اليهودية ووقاحتها تجاه الله حينما قالت اليهود: إن الله فقير ونحن أغنياء. وتجاه الأنبياء ففريقًا كذبوهم وفريقًا يقتلون. وبين غلو النصارى الذين ألّهوا المسيح واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله. الاعتدال في الإسلام عام وشامل فهو في الحقوق بمعنى أن تعطي كل ذي حق حقه، وإن خالفك في دينك، أو خاصمك، قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)} [سورة المائدة:8]، وليس كاليهود الذين يقولون ليس علينا في الأميين سبيل، وليس كالنصارى الذين يقولون من صفعك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر،لكن أكثرهم لا يطبقون ذلك؛ بل يصفعون الناس ويسلبونهم خيراتهم. كما أن الاعتدال هو التوسط والعدل، فالإسلام في كل النواحي حسنةٌ بين سيئتين، والمطلوب من المسلم أن يعتدل فلا يغلو ويبالغ، ولا يتساهل ويتهاون، ويطبق الاعتدال في نفسه وفيما تولى من عمل وحقوق، ويعمم ذلك على أقواله وأفعاله، فمن تلك النواحي: أولًا: الإسلام راعى حاجة الروح بالعبادات وتزكية النفوس ونحو ذلك، وراعى حاجة الجسد بتنظيم المعاملات، وضبط الطعام والشراب، والحث على النكاح ونهى عن التبتل، أي الانقطاع للعبادة وترك الزواج، ومن الناس من غلَّب جانب الروح وأهمل الجسد، مع أن الجسد به تُؤدَّى العبادات، فتركوا الاغتسال والتنظف وكلفوا أنفسهم لبسَ الخشن وأكلَ الطعام الذي لا يلائمهم، مع الغلوِّ في العبادة، واعتزالِ الناس ومخالفةِ الفطرة، كرهبان النصارى، وبعض البوذيين والهندوس، والغلاة من المتصوفة، وفي المقابل مِن الناس من غلَّب جانب الجسد وأهمل الروح، فلا يعيش إلا لشهواته وتحقيق رغباته، فلا يتقيد بشرع ولا يبالي بعبادة. ثانيًا: الإسلام يجيز التعامل مع الكفار بالبيع والشراء والإهداء ونحو ذلك، ويوجب معاملتهم بالعدل، ويحرِّم إلحاقَ الأذية بهم في غير حالة الجهاد مع عدم التأثر بعقيدتهم وعاداتهم ومع المنع من الموالاة القلبية لهم، ومن الناس مَن يقتل كلَّ من يخالفه في الدين ولا يطيق وجودهم، فيظلمهم لأنهم ليسوا على دينه أو طريقته أو مذهبه، وفي المقابل منهم مَن يتنازل عن دينه لأجل الكفار ويطيعهم في معصية الله تزلُّفًا وطمعًا، ولا يعلم أنهم يحتقرونه بذلك، فلا يحصِّل دينًا ولا دنيا. ثالثًا: جاء الإسلام بالإيمان بالله تعالى وصفاته وأفعاله دون تمثيل، ومِن الناس مَن عقيدته الإلحاد ونفي وجود الله تعالى بلسانه، وإن كان في قلبه يخالف قولَه، ومنهم من اعتقده كالعدم فلا يثبت له صفةً ولا فعلًا، وهؤلاء وأمثالهم اشتركوا في التعطيل، وفي المقابل اعتقد بعض الناس أن كل شيءٍ هو الله، واعتقد آخرون الألوهية في بعض المخلوقات كالملائكة والمسيح أو ما هو أقل كالأصنام والأشجار، وسموا بعضها بأسماء مشتقة من أسماء الله تعالى، وهؤلاء وأمثالهم اشتركوا في التمثيل. رابعًا: أثبت الإسلامُ القدرَ وأن كل شيء يحصل في هذا الكون فهو بإرادة الله تعالى، وما يحصل فيه مما يأمر به فإنه يحبه ويرضاه، وأن العبد له إرادة، وأن أفعاله الإرادية لا تخرج عن إرادة الله تعالى، ومن الناس من يقول إن الإنسان مجبور على أفعاله ولا إرادة له، وفي المقابل هناك من يقول إن الإنسان يخلق فعله وليس ذلك بمشيئة الله وإرادته. خامسًا: الإسلام وسط في الاقتصاد بين الاشتراكية والرأسمالية. سادسًا: الإسلام حقَّق العدل والوسطية في جميع الأمور، في العلاقة بالله تعالى، والعلاقة بالناس، وعلاقة المرء بنفسه، وقد تجد تحقيقًا لبعض هذه الجوانب في غير الإسلام لكن ليس على جهة العموم، وذلك لأن الإسلام دين الله تعالى الذي رضيه وختم به الأديان، وجعله صالحًا لكل زمان ومكان وإنسان، وأعجز العقول عن الإحاطة بسره ومنتهاه، ولا يقبل من أحدٍ دينًا سواه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. الرقم المُوحد: 2140

المصدر

التصنيفات

الأسئلة المتعلقة

جـ(6): القول الراجح من أقوال أهل العلم: أن الصلاة على الغائب غير مشروعةٍ إلا لمن لم يصلّ عليه، كما لو مات شخصٌ في بلد كفارٍ، ولم يصلّ عليه أحدٌ، فإنه تجب الصلاة عليه، وأما من صلّي عليه فالصحيح أن الصلاة عليه غير مشروعةٍ، أي: على الغائب؛ لأن ذلك لم يرد ...

ج: الله: ومعناه الإله المعبود بحق، وحده لا شريك له. - الرب: أي الخالق والمالك الرازق والمدبر وحده سُبْحَانَهُ. - السميع: الذي وسع سمعه كل شيء، ويسمع كل الأصوات على اختلافها وتنوعها. - البصير: الذي يرى كل شيء، ويبصر كل شيء صغر أو كبر. - العليم: فهو الذي أحاط علمه ...

ج: مثال القول: سب الله سُبْحَانَهُ أو رسوله صلى الله عليه وسلم. مثال العمل: إهانة المصحف أو السجود لغير الله تَعَالَى. مثال الاعتقاد: الاعتقاد أن هناك من يستحق العبادة غير الله تَعَالَى، أو أن هناك خالقًا مع الله تَعَالَى.

الجواب: معناه: أن المسافر يلحقه التعب البدنيّ والقلبي والفكريّ، ولا ينبغي للإنسان أن يبقى هكذا في حياته، بل إذا قضى شغله الذي سافر من أجله فليعجّل إلى أهله؛ ليكون ذلك أشدّ اطمئنانًا لخاطره من جهةٍ، وليكون عند أهله، يربّيهم ويرشدهم من جهةٍ أخرى.

الإجــابة: أهمية /1 الحمد لله، حفظ الإسلام حق الخالق، وحق المخلوق، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل، فقال: «يا معاذ بن جبل»، قلت: لبيك رسول الله، وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: «يا معاذ بن ...
تم الإرسال بنجاح