السؤال رقم: 32 ما هي حقوق الإنسان فـي الإسلام؟

السؤال رقم: 32 ما هي حقوق الإنسان فـي الإسلام؟

الإجــابة: أهمية /1 الحمد لله، حفظ الإسلام حق الخالق، وحق المخلوق، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل، فقال: «يا معاذ بن جبل»، قلت: لبيك رسول الله، وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: «يا معاذ بن جبل» قلت: لبيك رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: «يا معاذ بن جبل» قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: «هل تدري ما حق الله على العباد؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «فإن حق الله على العباد أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئًا»، ثم سار ساعة، ثم قال: «يا معاذ بن جبل» قلت: لبيك رسول الله، وسعديك، قال: «هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «أن لا يعذبهم» [متفق عليه، صحيح البخاري، 6267، ومسلم 48]. والإسلام جاء لحفظ الإنسان في دينه ودنياه، فمن شمولية الإسلام أنه لم يُغفِل حق الإنسان في بعض الجوانب، كما هو الحال في القوانين الوضعية، ومن هذه الجوانب: أولًا: حق الإنسان في الدين: دعا الإسلام إلى الدين الحق، وبيَّن بطلان الأديان الأخرى، ولكن من غير إكراهٍ على الإسلام، وجعل الدين أهم الضروريات، فيقدَّم الحفاظُ عليه على كل شيء، وحفظ لغير المسلم إذا عاش في بلاد المسلمين أن يتمتع بدينه، وفق الشروط التي جاء بها الإسلام. ثانيًا: حق الإنسان في الحياة: حفظ الإسلام كلَّ النفوس المحترمة بتحريم قتلها، حتى في حالة الحرب منع الإسلام قتلَ الأطفال والنساء والشيوخ غير المشاركين في القتال. ثالثًا: حق النسل والذرية، فقد حفظ الإسلام للإنسان حق النسل، وحرم منعه، أو التضييق على الإنسان في تحصيله. ورابعًا: حقوق الإنسان الاجتماعية: حفظ الإسلامُ حق الوالدين وحق الأقارب بالإحسان والنفقة عليهم عند الحاجة وبلزوم صلتهم، وحق الجيران بالإحسان وكف الأذية عنهم، وحق الطريق بدلالة التائه وغض البصر وإماطة الأذى وعدم الإزعاج وغير ذلك، ولعموم الناس حقوق محفوظة معروفة في الإسلام. خامسًا: حقوق الإنسان الاقتصادية: حفظ الإسلام حق التملك للفرد، وحرَّم الربا، وحذَّر من التساهل في الديون مع إباحتها للمحتاج، وأوجب مواساة المحتاجين بالزكاة وحث عليها بالصدقات، ومن كانت حاجته طارئة أباح له أن يسأل الناس حتى تزول حاجته، ونظَّم المصادر والموارد العامة للدولة. سادسًا: حقوق الإنسان الصحية: التشريعات الصحية في الإسلام كثيرة جدًا، كلها تهدف للمحافظة على الصحة الفردية والصحة العامة، ومن ذلك المنع من الأمور التي تضر بصحة الإنسان في نفسه أو في المجتمع من حوله، كمنع الإسلام من تناول المخدرات والمسكرات، ومنع الزنا والشذوذ لما يتسبب به من أمراض، وبالوقاية من انتقال الأمراض، كمنع الإسلام عند نزول الطاعون ببلد من الخروج من ذلك البلد أو من الدخول إليه؛ لأن الدخول إليه يعرض الإنسان للمرض أو الموت، والخروج منه سبب في نقل ونشر المرض للأصحاء. سابعًا: حقوق المرأة: حفظ الإسلام حقها أمًّا بلزوم رعايتها وبرها وإسعادها قدر المستطاع، وحفظ حقها أختًا وزوجةً وبنتًا برعايتها وحمايتها والعمل على راحتها والسفر معها؛ لأن السفر مظنة التعب ولغير ذلك، وألزم ولي المرأة بالنفقة عليها؛ لأنها مأمورة بالقرار في البيت إلا للحاجة، ولها حق التصرف فيما تملك من مال أو ميراث أو غيره، ولها حق اختيار الزوج، وحق الحضانة والرعاية لأولادها، وغير ذلك، والفرق بين الإسلام وغيره أن مراعاة الفرد لهذه الحقوق تكون باعتقاد ورغبة في الأجر من الله تعالى، وليس خوفًا من قانون أو نحوه، وتتضح محاسن الإسلام جلية بالمقارنة بما كان عليه الإنسان عمومًا والمرأة خصوصًا قبل الإسلام، وفي الأنظمة المعاصرة. ثامناً: حفظ الإسلام حق الجن وحق الحيوان كما هو معلوم في المصنفات الفقهية؛ فإذا كان الإسلام حفظ حق الجن والحيوان، فهل يتصور أن يفرط في حق الإنسان الذي كرمه الله؟ قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)} [سورة الإسراء:70]، فالتكريم في الإسلام شامل لكل الجنس البشري المؤمن والكافر، الأبيض والأسود، العربي وغير العربي. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. الرقم المُوحد: 3120

المصدر

التصنيفات

الأسئلة المتعلقة

الجواب: البدء بالسلام على غير المسلمين محرّمٌ، ولا يجوز؛ لأن النبي -صلّى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريقٍ فاضطرّوهم إلى أضيقه»، ولكنهم إذا سلموا وجب علينا أن نرد عليهم؛ لعموم قوله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآۗ﴾ [النساء:86]، ...

ج: - كل نواقض الوضوء. - إذا وُجِد الماء.

ما هي صفة الوضوء؟

كيف بدأت الحياة؟ كيف بدأ الخلق؟

ﺟ15: الظاهر أن هذا الطّهر أو اليبوسة التي حصلت لها في أيام حيضها تابعٌ للحيض، فلا يعتبر طهرًا، وعلى هذا فتبقى ممتنعةً ممّا تمتنع منه الحائض. وقال بعض أهل العلم: من كانت ترى يومًا دمًا، ويومًا نقاءً، فالدم حيضٌ، والنقاء طهرٌ حتى يصل إلى خمسة عشر يومًا، فإذا وصل إلى ...
تم الإرسال بنجاح