ج/ * يعتقدون أن الملائكة عليهم السلام خلقوا من نور أئمتهم: افتروا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال - وحاشاه -: (خلق الله من نور وجه علي بن أبي طالب -عليه السلام- سبعين ألف ملك يستغفرون له ولشيعته ولمحبيه إلى يوم القيامة)[406]. * أمنية ملائكة السماوات عليهم السلام: ولكن شيوخ الشيعة يقولون: بأنه لم يستجب من الملائكة إلا طائفة المقربين، رغم أن الله يحل العقوبة بمن يخالف من الملائكة، حتى إن أحد الملائكة عوقب بكسر جناحه لرفضه ولاية أمير المؤمنين!! افترى مخرفوهم على أبي عبد الله رحمه الله أنه قال - وحاشاه -: (إن الله عرض ولاية أمير المؤمنين فقبلها الملائكة، وأباها ملك يقال له: فطرس، فكسر الله جناحه). * حياة الملائكة عليهم السلام موقوفة على أئمة الشيعة والصلاة عليهم: فالملائكة (ليس لهم طعام ولا شراب إلا الصلاة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عليه السلام-، ومحبيه، والاستغفار لشيعته المذنبين ومواليه)[410]. (وكانت الملائكة لا تعرف تسبيحا ولا تقديسا من قبل تسبيحنا) أي أئمتهم (وتسبيح شيعتنا)[411]. مائة منقبة لابن شاذان القمي من شيوخهم في القرن الرابع ص42 (المنقبة التاسعة عشر)، بحار الأنوار 23/320 ح35 (باب أنهم أنوار الله وتأويل آيات النور فيهم عليهم السلام). * أن الملائكة شكت إلى الله حبها لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فخلق الله ملكا (من نور على صورة علي، فالملائكة تزوره في كل جمعة ويوم جمعة سبعين ألف مرة، يسبحون الله تعالى ويقدسونه، ويهدون ثوابه لمحب علي -عليه السلام-)[412]. * لم يشرف الله الملائكة إلا بقبولها ولاية علي -رضي الله عنه-: فروع الكافي 4/764 (كتاب الحج ح6 باب فضل زيارة أبي عبد الله الحسين -عليه السلام-)، ثواب الأعمال ص115-116 ح17 (ثواب من زار قبر الحسين -عليه السلام-). افتروا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال - وحاشاه -: (وهل شرفت الملائكة إلا بحبها لمحمد وعلي وقبولها لولايتهما؟ إنه لا أحد من محبي علي -عليه السلام- وقد نظف قلبه من قذر الغش والدغل والغل ونجاسات الذنوب، إلا كان أطهر وأفضل من الملائكة)[413]. * إذا تشاجرت الملائكة فإن جبريل -عليه السلام- ينزل إلى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فيعرج به إلى السماء لكي يصلح بينهم!![414]. ثواب الأعمال ص124 ح45 (ثواب من زار قبر الحسين -عليه السلام-)، تهذيب الأحكام 6/1322 ح15 (كتاب المزار. باب فضل زيارته)، وسائل الشيعة 10/474 ح10 (باب تأكد استحباب زيارة الحسين بن علي ووجوبها كفاية). * إذا خلا الشيعي بصاحبه الشيعي: (قالت الحفظة بعضها لبعض: اعتزلوا بنا لعل لهما سرا وقد ستر الله عليهما)[415]. تعارض: هذا تكذيب لقول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ ﴿17﴾ مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ} [سورة ق 17-18]، ولقوله -سبحانه وتعالى-: ﴿أَمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّا لَا نَسۡمَعُ سِرَّهُمۡ وَنَجۡوَىٰهُمۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيۡهِمۡ يَكۡتُبُونَ﴾ [سورة الزخرف 80]. * ما ورد في القرآن من أسماء للملائكة فالمراد به عند شيوخ الشيعة أئمتهم الاثني عشر: ولهذا عقد شيخهم المجلسي: (باب: أنهم عليهم السلام الصافون والمسبحون، وصاحب المقام المعلوم، وحملة عرش الرحمن، وأنهم السفرة الكرام البررة)[416]. بصائر الدرجات الكبرى 1/151-152 ح7 (باب ما خصَّ الله به الأئمة من آل محمد ص عليهم أجمعين وولاية الملائكة)، بحار الأنوار 26/340-341 ح10 (باب فضل النبي وأهل بيته.. على الملائكة وشهادتهم بولايتهم). التعليق: إن تطاول شيوخ الشيعة على مقام الملائكة المقربين، والكذب عليهم.. أقرب ما يكون إلى إنكار الملائكة عليهم السلام، لأن إنكار شيوخ الشيعة لوظائف الملائكة وخصائصهم وما شرفهم الله به، ووضع الولاية دينا للملائكة، ثم إنكار وجود الملائكة بتأويل أسمائهم وألقابهم في القرآن بالأئمة، أو جعل وظائف الملائكة للأئمة... إلى آخر أقول شيوخ الشيعة في الملائكة، والله سبحانه يقول عن ملائكته: { بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (26) لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ } [سورة الأنبياء 26-27]، ويقول سبحانه: ﴿مَن كَانَ عَدُوّٗا لِّلَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبۡرِيلَ وَمِيكَىٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوّٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ﴾ [سورة البقرة 98]. جامع الأخبار ص9 لابن بابويه، بحار الأنوار 26/349 ح22 (باب فضل النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم على الملائكة وشهادتهم بولايتهم). المسألة الأولى: يؤمن شيوخ الشيعة بأن الله -سبحانه وتعالى- أنزل كتبا على أئمتهم؟ منها: 2) كتاب علي -رضي الله عنه-: ووصفه مخرفوهم بأنه: (مثل فخذ الرجل مطوي... هذا والله خطه علي -عليه السلام- بيده، وإملاء رسول الله)[419]. افتروا على أبي عبد الله رحمه الله أنه قال - وحاشاه -: (... وخلفت فاطمة مصحفا ما هو قرآن، ولكنه كلام من كلام الله أنزله عليها، إملاء رسول الله، وخط علي -عليه السلام-)[420]. وافتروا: (مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد، قال قلت: هذا والله العلم، قال: إنه لعلم وما هو بذاك)[421]. تعارض: نسوا فافتروا رواية تقول: (مصحف فاطمة عليها السلام ما فيه شيء من كتاب الله، وإنما هو شيء ألقي عليها بعد موت أبيها صلى الله عليهما وعلى أولادهما)[422]. وقال إمامهم الأكبر الخميني: (الحديث الآخر يقول فيه: « إن جبرائيل كان يأتي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة بأنباء الغيب، فيقوم أمير المؤمنين بتدوينها »، وهذا هو مصحف فاطمة)[423]. تناقض: افترى شيخهم الكليني: عن أبي بصير عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث طويل: (ثم أتى الوحي إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: { سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِّلْكَافِرِينَ بولايةِ عليٍّ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ }، قال قلت: جعلت فداك إنا لا نقرؤها هكذا، فقال: هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله، وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمة عليها السلام)[424]. البيان في تفسير القرآن ص223 (صيانة القرآن من التحريف). وأما عن كيفية نزول هذا المصحف: فإليكم ما افتراه شيوخ الشيعة في الوصف الدقيق لمصحف فاطمة رضي الله عنها المزعوم: (عن أبي بصير: سألت أبا جعفر محمد بن علي عن مصحف فاطمة، فقال: أنزل عليها بعد موت أبيها، قلت: ففيه شيء من القرآن، فقال: ما فيه شيء من القرآن، قلت: فصفه لي، قال: دفتان من زبرجدتين على طول الورق وعرضه حمراوين، قلت: جعلت فداك، فصف لي ورقه، قال: ورقه من در أبيض، قيل له: كن فكان، قلت: جعلت فداك فما فيه، قال: فيه خبر ما كان وخبر ما يكون إلى يوم القيامة، وفيه خبر سماء سماء، وعدد ما في السموات من الملائكة وغير ذلك، وعدد كل من خلق الله مرسلا وغير مرسل، وأسماؤهم وأسماء من أرسل إليهم، وأسماء من كذب وأجاب، وأسماء جميع من خلق الله من المؤمنين والكافرين من الأولين والآخرين، وأسماء البلدان، وصفة كل بلد في شرق الأرض وغربها، وعدد ما فيها من المؤمنين، وعدد ما فيها من الكافرين، وصفة كل من كذب، وصفة القرون الأولى وقصصهم، ومن ولي من الطواغيت ومدة ملكهم وعددهم، وأسماء الأئمة وصفتهم، وما يملك كل واحد واحد، وصفة كبرائهم، وجميع من تردد في الأدوار، قلت: جعلت فداك، وكم الأدوار، قال: خمسون ألف عام، وهي سبعة أدوار وفيه أسماء جميع ما خلق الله وآجالهم، وصفة أهل الجنة وعدد من يدخلها، وعدد من يدخل النار، وأسماء هؤلاء وهؤلاء، وفيه علم القرآن كما أنزل، وعلم التوراة كما أنزلت، وعلم الإنجيل كما أنزل، وعلم الزبور، وعدد كل شجرة ومدرة في جميع البلاد...)[425]. الاختصاص ص275 (إملاء جبرئيل على أمير المؤمنين عليه السلام). فيا ترى: كم سوف يكون هذا المصحف الخرافي الكبير من مجلد وورقة؟ بل ويقول الراوي: إن إمامهم قال: (وما وصفت لك بعد ما في الورقة الثانية، ولا تكلمت بحرف منه)[426]. بصائر الدرجات الكبرى 1/332 ح14 (باب في الأئمة عليهم السلام وأنه صارت إليهم كتب رسول الله صلى الله عليه وآله، وكتب أمير المؤمنين صلى الله عليهما وعلى أولادهما). 4) كتاب أنزل على الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يأتيه الموت: التعليق: 5) لوح فاطمة رضي الله عنها: القاصمة الفاضحة: فعددت اثني عشر، آخرهم: القائم -عليه السلام-، ثلاثة منهم محمد، وثلاثة منهم علي)[430]. 6) صحيفة فاطمة رضي الله عنها: ومن صفتها في اعتقاد شيوخهم كما افتروه: عن أبي عبد الله بن جابر قال: (دخلت على مولاتي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأهنئها بمولودها الحسين -عليه السلام-، فإذا بيديها صحيفة بيضاء من درة، فقلت لها: يا سيدة النساء ما هذه الصحيفة التي أراها معك؟ قالت: فيها أسماء الأئمة من ولدي، قلت لها: ناوليني لأنظر فيها. قالت: يا جابر لولا النهي لكنت أفعل، لكنه قد نهي أن يمسها إلا نبي، أو وصي نبي، أو أهل بيت نبي...)[431]. أصول الكافي 1/203-204 ح2 (باب أن الأئمة لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلا بعهد من الله عز وجل وأمر منه). 7) الاثنا عشر صحيفة: افتروا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال - وحاشاه -: (إن الله تبارك وتعالى أنزل علي اثني عشر خاتما، واثنتي عشرة صحيفة، اسم كل إمام على خاتمه، وصفته في صحيفته)[432]. 8) صحف علي -رضي الله عنه-: ومنها: صحيفة فيها تسع عشرة صحيفة قد حباها أو خباها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند أئمتهم، فافتروا على (أبي جعفر -عليه السلام- قال: قال أمير المؤمنين -عليه السلام-: إن عندي لصحيفة فيها تسعة عشر صحيفة قد حباها رسول الله صلى الله عليه وآله)[433]. قال: قلت لأبي عبد الله: وأي شيء كان في تلك الصحيفة؟ قال: هي الأحرف التي يفتح كل حرف ألف حرف. قال أبو بصير: قال أبو عبد الله -عليه السلام-: فما خرج منها إلا حرفان إلى الساعة)[434]. افترى حجتهم الكليني: (عن الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد الله -عليه السلام- يقول: إن عندي الجفر الأبيض، قال: قلت: فأي شيء فيه؟ قال: زبور داود، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وصحف إبراهيم عليهم السلام، والحلال والحرام، ومصحف فاطمة... وعندي الجفر الأحمر، قال: قلت: وأي شيء في الجفر الأحمر: قال: السلاح، وذلك إنما يفتح للدم، يفتحه صاحب السيف للقتل. فقال: إي والله كما يعرفون الليل أنه ليل، والنهار أنه نهار، ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والإنكار، ولو طلبوا الحق بالحق لكان خيرا لهم)[435]. مكتوب فيها أسماء شيعتهم إلى يوم القيامة؟! افتروا (عن حبابة الوالبية قالت: قلت لأبي عبد الله -عليه السلام-: إن لي ابن أخ وهو يعرف فضلكم، وإني أحب أن تعلمني أمن شيعتكم؟ قال: وما اسمه؟ قالت: قلت: فلان بن فلان، قالت: فقال: يا فلانة هات الناموس، فجائت بصحيفة تحملها كبيرة، فنشرها، ثم نظر فيها، فقال: نهم هو ذا اسمه واسم أبيه هاهنا)[436]. بصائر الدرجات الكبرى 1/294 ح12 (باب في الأئمة أن عندهم الصحيفة الجامعة التي هي إملاء رسول الله وخط علي صلى الله عليهما بيده، وهي سبعون ذراعاً)، بحار الأنوار 26/24 ح19 (باب جهات علومهم عليهم السلام، وما عندهم من الكتب، وأنه يُنقر في آذانهم، ويُنكت في قلوبهم). 12) صحيفة العبيطة: افتروا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال - وحاشاه -: (وأيم الله لو أنشط ويأذنون لي لحدثتكم حتى يحول الحول لا أعيد حرفا، وأيم الله إن عندي لصحف كثيرة، قطايع رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته، وإن فيها لصحيفة يقال له العبيطة، وما ورد على العرب أشد عليهم منها، وإن فيها لستين قبيلة من العرب مبهرجة، ما لها في دين الله من نصيب)[437]. 13) الجامعة: افترى الكليني: عن أبي بصير عن أبي عبد الله رحمه الله أنه قال: (وإن عندنا الجامعة، وما يدريهم ما الجامعة! قال قلت: جعلت فداك وما الجامعة، قال: صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإملائه من فلق فيه، وخط علي بيمينه، فيها كل حلال وحرام، وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش...)[438]. بصائر الدرجات الكبرى 2/86-87 ح1 (باب فيه الحروف التي علَّم رسول الله صلى الله عليه وآله علياً صلوات الله عليه)، بحار الأنوار 26/56 ح115 (باب جهات علومهم وما عندهم من الكتب وأنه يُنقر في آذانهم ويُنكت في قلوبهم). التعليق: إن من أغرب الأمور وأنكرها، أن تكون كل هذه الكتب قد نزلت من عند الله تعالى، واختص بها أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه- والأئمة من بعده، ولكنها تبقى مكتومة عن الأمة وبالذات عنكم أيها الشيعة سوى قرآن أهل السنة، والذي يعتقد شيوخكم تحريفه ونقصه، فما معنى إذا إخفاء أئمتكم لهذه الكنوز السماوية عنكم؟!!. وأخيرا: أين القرآن الكريم؟ وأين هذه الكتب؟ قالوا: (وهو الآن - أي القرآن - موجود عند مولانا المهدي -عليه السلام- مع الكتب السماوية، ومواريث الأنبياء)[439]. أفلا تكون هناك أيد خبيثة سبئية يهودية دست هذه الروايات في كتبكم، وكذبت على أئمتكم، فنحن نعلم جميعا أنه ليس للمسلمين إلا كتاب واحد هو القرآن موجود محفوظ، قال الله: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾ [سورة الحجر 9]. وأما تعدد الكتب فهو من خصائص اليهود والنصارى!! أفلا يكف شيوخ الشيعة عن مشابهة اليهود والنصارى؟ يؤمن شيوخ الشيعة: (بأن جميع الكتب السماوية عند أئمتهم وأنهم يحكمون بها بين الناس)؟ وسأل بريه إمامهم فقال: (أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟ قال: هي عندنا وراثة من عندهم، نقرؤها كما قرؤوها، ونقولها كما قالوا، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شيء فيقول: لا أدري)[440]. يؤخذ من هذه الرواية أن شيوخ الشيعة جعلوا لأئمتهم قراءة التوراة والإنجيل وغيرهما كما قرأها الأنبياء حتى يجدوا ما يجيبون فيه على أسئلة الناس من هذه الكتب، وهذا خروج عن الإسلام ودعوة لوحدة الأديان، والله تعالى يقول: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [سورة آل عمران 85]. والله سبحانه قد نسخ بالقرآن الكتب السماوية كلها، قال تعالى: ﴿وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ٤٨ وَأَنِ ٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ وَٱحۡذَرۡهُمۡ أَن يَفۡتِنُوكَ عَنۢ بَعۡضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعۡضِ ذُنُوبِهِمۡۗ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَٰسِقُونَ٤٩ أَفَحُكۡمَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ يَبۡغُونَۚ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكۡمٗا لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ ٥٠} [سورة المائدة 48-50]. ج/ أئمتهم!!! بل لقد كان شيخهم العلباء بن دراع الدوسي أو الأسدي: (يفضل عليا على النبي صلى الله عليه وآله، وزعم أنه الذي بعث محمدا وسماه إلها، وكان يقول بذم محمد، زعم أنه بعث ليدعو إلى علي فدعا إلى نفسه)[441]. القاصمة: ومع ذلك نجد شيوخ الشيعة يعظمون شيخهم العلباء بأن افتروا رواية على أبي عبد الله رحمه الله - وحاشاه - أنه قال لشيخهم العلباء: (ضمنا لك على الله الجنة)[442]. وعقد المجلسي: (باب: تفضيلهم عليهم السلام على الأنبياء، وعلى جميع الخلق، وأخذ ميثاقهم عنهم، وعن الملائكة، وعن سائر الخلق، وأن أولي العزم إنما صاروا أولي العزم بحبهم صلوات الله عليهم). وذكر 88 حديثًا، وقال: (والأخبار في ذلك أكثر من أن تحصى، وإنما أوردنا في هذا الباب قليلا منها..)[443]. وليس هذا فحسب، بل ما استحق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ما هم فيه من المنزلة إلا بسبب أئمة الرافضة!! فافتروا على أبي عبد الله رحمه الله أنه قال - وحاشاه -: (والله ما استوجب آدم أن يخلقه الله بيده وينفخ فيه من روحه إلا بولاية علي -عليه السلام-، وما كلم الله موسى تكليما إلا بولاية علي -عليه السلام-، ولا أقام الله عيسى ابن مريم آية للعالمين إلا بالخضوع لعلي -عليه السلام-، ثم قال: أجمل الأمر: ما استأهل خلق من الله النظر إليه إلا بالعبودية لنا)[444]. وقال إمامهم الأكبر الخميني: (فإن للإمام مقاما محمودا، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية، تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، وإن من ضروريات مذهبنا: أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل)[446]. وليس هذا فحسب، بل ما بعث الله نبيا من أنبيائه إلا ومعه علي بن أبي طالب!؟ فقد افتروا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من نبي إلا وبعث معه علي باطنًا ومعي ظاهرًا)[447]. قاصمة ظهور شيوخ الشيعة: (عن أبي عبد الله الصادق -عليه السلام- قال: جاء حبر من الأحبار إلى أمير المؤمنين -عليه السلام- فقال... يا أمير المؤمنين أفنبي أنت؟ فقال: ويلك إنما أنا عبد من عبيد محمد صلى الله عليه وآله)[448]. وتواتر عن علي -رضي الله عنه- قوله: (إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر)[449]. بحار الأنوار 25/305 حاشية رقم 1. || (باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض، وما لا ينبغي أن يُنسب إليهم منها، وما ينبغي). وقوله -رضي الله عنه-: (لا أوتى برجل يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري)[450]. فماذا سيفعل -رضي الله عنه- بمن فضله على الأنبياء والرسل عليهم السلام؟ ولا شك أن هذا المذهب واضح البطلان، يدرك بطلانه بصريح العقل وبما علم من الدين بالضرورة، وبالتاريخ والسير والفطر، ولا يحتاج إلى تكلف في إبطاله، وهو أحد البراهين على فساد المذهب الرافضي. رجال الكشي 3/271 ح352 (في علباء بن درَّاع الأسدي وأبي بصير). ج/ لا تقوم إلا بإمامهم؟! وزاد المجلسي في الفرية فقال: (ولا يدرى كيف يعبد الرحمن)[455]. ج/ إن قاعدتهم أن: (الأئمة صلوات الله عليهم لا يتكلمون إلا بالوحي.. وهذا من ضروريات دين الإمامية)[456]. وافتروا على أبي عبد الله رحمه الله أنه قال - وحاشاه -: (إن منا لمن ينكت في أذنه، وإن منا لمن يؤتى في منامه، وإن منا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسة يقع على الطست، وإن منا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرئيل وميكائيل)[457]. وافتروا أيضا أنه قال - وحاشاه -: (إن الملائكة لتنزل علينا في رحالنا، وتنقلب على فرشنا، وتحضر موائدنا، وتأتينا من كل نبات في زمانه، برطب ويابس، وتقلب علينا أجنحتها، وتقلب على أجنحتها صبياننا، وتمنع الدواب أن تصل إلينا، وتأتينا في وقت كل صلاة، فتصليها معنا، وما من يوم يأتي علينا ولا ليل، إلا وأخبار أهل الأرض عندنا، وما يحدث فيها)[458]. ومنكر الضروري عندهم كافر، كما تقدم[463]. وذكر إمامهم الأكبر الخميني: أن الفقيه الشيعي بمنزلة كليم الله موسى وأخيه هارون عليهما السلام[464]. ولذلك ألمح شيخهم جواد مغنية: إلى أن الخميني أفضل من كليم الله موسى -صلى الله عليه وسلم-[465]. ولذلك فإنهم يطلقون على الخميني: (الإمام)، لأن الإمامة في اعتقادهم أفضل وأشرف من النبوة كما سيأتي، ولهذا قال أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة طهران: مرتضى كتبي، والصحفي الفرنسي: (بالنسبة للغالبية العظمى من الشعب الإيراني لم يعد روح الله الخميني آية الله: إنما الإمام، وهو لقب نادرا ما أعطي في تاريخ الشيعة)[466]. المصدر السابق 17/155 (باب علمه صلى الله عليه وآله، وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام، ومَن دفعه إليه، وعرض الأعمال عليه، وعرض أمته عليه..). ولذلك أدخل إمامهم الأكبر الخميني: اسمه في الأذان، وقدم اسمه على اسم نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فمؤذنوه يقولون: (الله أكبر. الله أكبر. خميني رهبر. أي: أن الخميني هو القائد)[467]. بصائر الدرجات 1/451 ح4 (باب في الأئمة أنهم يخاطبون، ويسمعون الصوت، ويأتيهم صور أعظم من جبرئيل وميكائيل)، بحار الأنوار 26/358 ح23 (باب أن الملائكة تأتيـهم، وتطأ فرشهم، وأنهم يرونهم صلوات الله عليهم أجمعين). الفاضحة: الخرائج والجرائح واللفظ له 2/852 ح67 (الباب 16 في نوادر المعجزات) لسعيد بن عبد الله الراوندي ت573، كامل الزيارات ص297 ح2 (الباب الثامن بعد المئة: نوادر الزيارات). قال الله تعالى مخاطبا نبيه محمدا -صلى الله عليه وسلم-: ﴿۞ إِنَّآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ كَمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ نُوحٖ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَٰرُونَ وَسُلَيۡمَٰنَۚ وَءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورٗا ﴿163﴾ وَرُسُلٗا قَدۡ قَصَصۡنَٰهُمۡ عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُ وَرُسُلٗا لَّمۡ نَقۡصُصۡهُمۡ عَلَيۡكَۚ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا ﴿164﴾ رُّسُلٗا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا ﴿165﴾ لَّٰكِنِ ٱللَّهُ يَشۡهَدُ بِمَآ أَنزَلَ إِلَيۡكَۖ أَنزَلَهُۥ بِعِلۡمِهِۦۖ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَشۡهَدُونَۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدًا ﴿166﴾ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ قَدۡ ضَلُّواْ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا ﴿167﴾ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمۡ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغۡفِرَ لَهُمۡ وَلَا لِيَهۡدِيَهُمۡ طَرِيقًا ﴿168﴾ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا ﴿169﴾ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَكُمُ ٱلرَّسُولُ بِٱلۡحَقِّ مِن رَّبِّكُمۡ فَـَٔامِنُواْ خَيۡرٗا لَّكُمۡۚ وَإِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا ﴿170﴾} [سورة النساء 163-170]. مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية ص57 للخميني. ج/أولوا آيات القرآن في اليوم الآخر بالرجعة كما سيأتي، وافتروا على أبي عبد الله رحمه الله أنه قال - وحاشاه -: (أما علمت أن الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث يشاء، ويدفعها إلى من يشاء)[468]. ج/ حب أئمة الشيعة!؟ افتروا: (أول ما يسأل عنه العبد: حبنا أهل البيت)[471]. فيسأله الملكان (عن عقائده ومن يعتقده من الأئمة واحدا بعد واحد، فإن لم يجب عن واحد منهم، يضربانه بعمود من نار، يمتلئ قبره نارا إلى يوم القيامة.. وإياك إياك أن تؤول هذين الملكين وسؤالهما! فإنه من ضروريات الدين)[472]. تعارض: